اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٤ أيلول ٢٠٢٥
الكتب كالناس، منهم السيد الوقور ومنهم الكيّس الظريف، ومنهم الجميل الرائع، والساذج الصادق والأديب المخطئ.. هذا ما قاله عنهم الأديب عباس محمود العقاد، وقال أحد المفكرين : «يُقاس رقيّ الأمم بمقدار إقبال أبنائها على المطالعة».. وقال أيضاً الشاعر العربي: «أعزّ مكان في الدنى سرج سابح/ وخير جليس للانام كتاب».. ولو جمعنا كل ما قيل في المطالعة لوقعنا على الأهمية المطلقة لهذا الغذاء الفكري الذي لا يختلف قيمة عن الماء والهواء، ذلك لأن المطالعة جزء من ثقافة الإنسان التي ينهلها ذاتياً والتي تساهم كثيراً في تكوين شخصيته وفي توسيع آفاقه العلمية والأدبية وتفتح مداركه الحياتية.. وإذا ألقينا نظرة على واقعنا من هذه الناحية لوجدنا التشتّت والتسيّب والضياع يلفّ شعبنا، فلا موجّه يوجّه الناشئة، ولا مرشد يختار الكتاب المناسب ويفرّق بين الغثّ والثمين، لذلك نرى القارئ ضائع بين كتب ومجلات وضيعة وخليعة تساعد على الإنحراف وتساهم في الإنحلال الأخلاقي، واللافت أن أسعار هذه المنشورات التي لا توفّر المعرفة الصحيحة، زهيدة الثمن ورخيصة المواضيع، لأنها مدسوسة، تتراءى لنا بين سطورها وصورها أصابع التخريب التي تهدم الناشئة والمفاهيم الوطنية، كما أنها تشوّه العادات والتقاليد، في حين نجد أسعار الكتب العلمية والجادّة والهادفة يفوق قدرة القادرين وطاقة الناس العاديين!! ومن غير المنطقي أن يُترك القارئ أسير الفراغ والبطالة الفكرية.. في حين نرى الدول المتقدمة، توزّع الكتب بأسعار شبه مجانية وتشارك في تأسيس المكتبات العامة، التي تساهم في تنمية الوعي والإدراك والفهم وفي التطور الفكري لدى عامة الناس التي يجب أن تقرأ وأن تعي وتفهم ما تقرأ، وهذا هو المهم.