اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٩ أذار ٢٠٢٥
على وقع الزيارة الخارجية الاولى للرئيس جوزاف عون إلى باريس، عاد لبنان إلى دائرة الحرب الإسرائيلية مع تنفيذ العدو الاسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الحدث، وذلك للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي.
سبق الغارة اطلاق صاروخين من الجنوب باتجاه الاراضي الاسرائيلية دون معرفة الجهة التي تعمدت توجيه هذه الرسالة السلبية الى العهد ورئيسه في باريس، في توقيت مريب جدا وفائق الدقة والحساسية.علما بأن اطلاق صواريخ مجهولة المصدر للمرة الثانية في اقل من اسبوع يطرح اسئلة كثيرة ويثير اكثر من علامة استفهام.
حزب الله ينفي
حزب الله سارع الى نفي مسؤوليته عن الحادث، مؤكدا من جديد التزامه وقف اطلاق النار، في حين اتهم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي الحزب صراحة، اذ كتب على منصة اكس بقوله:' يبدو ان حزب الله مصر ما يتعلم ولم يفهم الدرس جيدا.' ناشرا بعد ذلك ان الجيش الإسرائيلي استهدف منشأة لتخزين الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله.
وفي حين اعلن الجيش اللبناني مباشرته التحقيق في حادث اطلاق الصواريخ، يخشى المراقبون ان يتواصل استهداف الجنوب والضاحية، ويتواصل سقوط الشهداء وضرب البنية التحتية لحزب الله، مع استمرار تجهيل الفاعل.
اورتيغاس تنحاز لاسرائيل
بالمقابل، كان للموفدة الاميركية مورغان اورتيغاس مواقف قوية في حديث خصت به ال 'ام تي في'، اعتبرت ما قامت به اسرائيل اليوم في اطار الدفاع عن النفس ليس الا، لأن هناك هجوما ارهابيا شن عليها، كما قالت. وفي حديثها ركزت اورتيغاس على ضرورة نزع سلاح حزب الله وكل اسلحة الجماعات المسلحة في جنوب الليطاني وشماله، مؤكدة ان الوضع في لبنان بعد حرب اسناد غزة ليس كما قبلها، وان عقارب الساعة لا يمكن ان تعود الى الوراء.
يخشى المراقبون ان يتواصل استهداف الجنوب والضاحية، ويتواصل سقوط الشهداء وضرب البنية التحتية لحزب الله، مع استمرار تجهيل الفاعل.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب أبعد من ذلك فأعلن أن إسرائيل ستواصل مهاجمة كل مكان في لبنان للتصدي للتهديدات وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.ووزير الدفاع الاسرائيلي ربط بين التصعيد وضرب بيروت وبين أمن شمال إسرائيل هدد بالقول: 'أي محاولة لإلحاق الضرر بقرى الجليل، فإن أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز'. وتوجه إلى الحكومة اللبنانية قائلا 'إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، فنحن سنفرضه'.
اجتماع عون وماكرون
ولما بلغت الاخبار السيئة القادمة من لبنان، قصر الاليزيه حيث كان يعقد اجتماع الرئيسين جوزاف عون وايمانويل ماكرون، قال رئيس الجمهورية إنه ومن تجربتنا السابقة ليس 'حزب الله' من أطلق الصواريخ ، ولا يمكن المقارنة بين الخروقات الإسرائيلية وما حصل'، جازما 'أننا لا نقبل بأن يستخدم أحد لبنان منصة لمصالحه.
وقد اقرّ الرئيس الفرنسي فحوى تصريح الرئيس اللبناني وقال بدوره: نحن ننتظر التقارير الكاملة، ولا معلومات وصلتنا عن اية ضربات من حزب الله او اي عمل عسكري، وحتى الآن لم يكن هناك اي مبرر للقصف الاسرائيلي.
كانتس توجه إلى الحكومة اللبنانية قائلا 'إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، فنحن سنفرضه'.
ورغم الاخبار السيئة من بيروت، فقد خيّمت الايجابية بما يؤكد نجاح الزيارة الرئاسية الى فرنسا. فقد عقد عون وماكرون، برفقة الوفدين اللبناني والفرنسي، اجتماعا اقليميا جرى توسيعه باتصال مباشر عبر تطبيق 'زوم' مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية-فرنسية-يونانية-قبرصية.'.
الرئيسان عون وماكرون استكملا المحادثات الثنائية في غداء عمل تركز البحث فيه على تعزيز العلاقات اللبنانية الفرنسية وتطويرها، وما يمكن أن تقدمه باريس من دعم للبنان على الصعد الأمنية والاقتصادية والنفطية والاجتماعي، واكد الرئيس عون خلال المحادثات الثنائية على التصميم على تحقيق الإصلاحات. وتم الاتفاق بين الرئيسين عون وماكرون على تشكيل لجان وزارية وديبلوماسية وإدارية لمتابعة البحث في ما تم الاتفاق عليه من مواضيع مشتركة، على أن تتبادل الاجتماعات الدورية تحقيقاً لذلك في الداخل اللبناني.
اتفاق جدة
في خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الأمني بين سوريا ولبنان، وبرعاية سعودية، وقع وزيرا الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، واللبناني ميشال منسّى، اتفاقًا تاريخيا في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد جرى خلال الاجتماع 'بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سوريا ولبنان بما يعزّز الأمن والاستقرار بينهما. وتمّ توقيع اتفاق أكّد فيه الجانبان الأهميّة الاستراتيجيّة لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونيّة ومتخصّصة بينهما في عددٍ من المجالات، وتفعيل آليّات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحدّيات الأمنيّة والعسكريّة، ولا سيّما تلك التي قد تطرأ على الحدود بينهما، كما تمّ الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في المملكة العربيّة السعوديّة خلال الفترة القادمة'.
ويعتبر هذا الاجتماع الأمني والعسكري الأرفع بين لبنان وسوريا منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، ويأتي بعد مناوشات واشتباكات بمناطق حدودية بين قوات أمنية سورية وميليشيات وعشائر مسلحة في لبنان تمتهن تهريب المخدرات والأسلحة والبضائع، اسفرت عن سقوط عدد من الضحايا من الطرفين، وسط اتهامات لحزب الله انه ساند المسلحين اللبنانيين عن طريق اطلاق صواريخ ثقيلة استهدفت المواقع السورية الحدودية.