اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
كتب رمال جوني في 'نداء الوطن':
كان متوقعاً أن تشهد أسعار المحروقات، وتحديداً البنزين، ارتفاعاً بحدود الدولارين، إلا أن الخلافات داخل مجلس الوزراء رحّلت القرار إلى موعد لاحق. لكن المؤكد أن سعر صفيحة البنزين سيتجه للارتفاع بنحو 50 إلى 60 ألف ليرة خلال الأيام العشرة المقبلة، وذلك تماشياً مع سعر برميل النفط عالمياً، والذي وصل إلى 90 دولاراً.
في المقابل، بدأت تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية تفرض نفسها على السوق المحلي، الذي يعيش صدمة جديدة خشيةَ امتداد الحرب إلى لبنان.
محطات المحروقات في منطقة النبطية سجلت تراجعاً في المبيعات بنسبة تراوحت بين 15 و20 في المئة، وهي سابقة، إذ لطالما استفادت المحطات من الأزمات، لكن هذه المرة مختلفة، فالجميع يتحسب من الأسوأ.
على عكس العادة، لم تبادر المحطات إلى تخزين المحروقات مع توقع ارتفاع الأسعار، بل تراجع الإقبال، كما يقول صاحب إحدى المحطات: 'نتهرب من التخزين، لأنو إذا وقعت الحرب، بنخسر كل شي'.
ويضيف: 'الحركة الليلية شبه متوقفة، الناس بطّلت تطلع كزدورة أو تسهر، وهيدا كله مأثر علينا'.
هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجنوب، وتحديداً النبطية، تراجعاً كبيراً في بيع المحروقات. وسبق أن واجهت المحطات نكستَين: الأولى، خلال حرب الـ 66 يوماً، والثانية اليوم، على خلفية الحرب الدائرة في المنطقة.
وبلغ التراجع في المبيعات 30 %، خصوصاً أن المحطات كانت تعتمد على أبناء القرى الحدودية، الذين توقفت تنقلاتهم باتجاه النبطية.
وتكشف مصادر أن شركات النفط خفّضت الكميات التي توزَّع على المحطات، حيث كانت تُزوَّد بصهريجَين يومياً، وتمّ الاكتفاء بصهريج واحد فقط، منعاً للتخزين والاحتكار، كما حصل في أزمة 2019. حتى أن بيع المازوت تراجع، والسبب ارتفاع ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.
تبدو أزمة المحروقات اليوم غير اعتيادية. فالمحطات التي كانت دوماً 'سيدة الأزمات'، تعيش اليوم الأزمة نفسها.
وفي الجنوب، حيث تغيب حركة السير ليلاً، لا صوت يعلو على صوت الحرب المنتظرة… والسؤال: هل ينجو لبنان من تداعياتها هذه المرة؟