اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
إعلان طهران عن جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والمقررة الأحد المقبل في مسقط، يعكس مناخًا متغيّرًا في مسار التفاوض النووي بين الجانبين. وأكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، أنّ الجولة الجديدة ستُعقد في العاصمة العُمانية، بينما سيقوم وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين عباس عراقجي بجولةٍ دبلوماسيةٍ تشمل النروج في اليومَيْن المقبلَيْن، ما يعكس تحضيرات إيرانية جدّية وإعادة تنسيق مع عددٍ من العواصم الأوروبية.
عرض إيراني عبر عُمان: فرص ومخاوف
وأوضح بقائي أن طهران ستقدّم مقترحًا رسميًا قريبًا إلى الجانب الأميركي عبر الوسيط العُماني، داعيًا واشنطن إلى 'اغتنام الفرصة'. ونقلت مصادر مطلعة لوكالة 'تسنيم' أنّ الرّد الإيراني سيُقدّم خلال يومين، مكتوبًا وبقنوات دبلوماسية رسمية. ويتضمّن هذا الرّد، بحسب المصادر، مقترحًا بديلًا يحافظ على مبدأ تخصيب اليورانيوم داخل إيران، مع تقديم تطميناتٍ تقنيةٍ ورقابيةٍ لتخفيف المخاوف الأميركية، مقابل رفع حقيقي وفعّال للعقوبات الاقتصادية.
وكشفت المصادر ذاتها أنّ طهران تُبدي استعدادها للعودة إلى المفاوضات، شرط احترام 'الخطوط الحمراء' المتعلّقة بسيادتها وحقّها في التكنولوجيا النووية، وهو ما يعكس نيةً سياسيةً في التهدئة، لكنّها مشروطة بتغيّر جذري في النهج الأميركي.
موقف ترامب
وكانت 'رويترز' قد قالت إنّ ترامب صرّح الإثنين أمام صحافيين في البيت الأبيض بأن إيران تشارك في مفاوضاتٍ تهدف إلى ترتيب اتفاق بين إسرائيل و'حماس' لوقف إطلاق النار في غزّة مقابل الإفراج عن الرّهائن الذين تحتجزهم الحركة داخل القطاع.
وصرّح مسؤول أميركي رفيع المستوى لموقع 'أكسيوس' بأنّ الرئيس ترامب يرى أنّ الأزمتَيْن (الملف النووي الإيراني وحرب غزّة) مترابطتان، وأنّهما جزء من واقع إقليمي أوسع يسعى لتشكيله.
وخلال ولايته الأولى، انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران وست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات كبّلت الاقتصاد الإيراني.
وردّت طهران بزيادة وتيرة عمليات تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق بكثير.
مسقط مجدّدًا في قلب الوساطة
الرّهان على مسقط كمنصةٍ للتفاوض ليس جديدًا، فقد سبق للعاصمة العُمانية أن لعبت دورًا حيويًا في التمهيد لاتفاق 2015، وتحتفظ حتّى اليوم بثقة الطرفين، وهو ما يجعل الجولة المرتقبة أكثر أهميةً ممّا تبدو عليه في ظاهرها.
وتتّجه الانظار الآن إلى ما ستحمله طهران من مقترحاتٍ، وإلى مدى جدّية الاستجابة الأميركية لها، وسط سباق مع الزمن، وتعقيدات إقليمية باتت أكثر تشابكًا من أي وقت مضى.