اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
عاد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية ليحتضن قمة من قمم الكرة اللبنانية بعد سنوات من الإقفال، وجاءت العودة على وقع ديربي العاصمة بين النجمة والأنصار، في افتتاح الجولة الثامنة من التصفية النهائية لسداسية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم. مناسبة رياضية تحوّلت إلى مشهد وطني بامتياز، بفعل الحضور الرسمي والجماهيري الكبير الذي زاد اللقاء رمزية وأهمية.
فقد شهدت المدرجات حضور رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام ممثلاً رئيس الجمهورية جوزاف عون، إلى جانب وزيرة الشباب والرياضة نورا بيراقداريان، ورئيس نادي الأنصار النائب نبيل بدر، ورئيس نادي النجمة مازن الزعنّي، وشخصيات رسمية عدة.
على أرضية الملعب، قدّم الفريقان عرضاً متوازناً في الشوط الأول، اتسم بالانضباط التكتيكي والحذر الدفاعي، مع أفضلية نسبية للأنصار الذي نجح في تهديد مرمى النجمة في أكثر من مناسبة، دون أن ينجح في كسر التعادل السلبي. ومع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحاً أن الفريقين دخلا بعقلية مختلفة، بحثاً عن النقاط الكاملة. ولم يتأخر الأنصار في ترجمة أفضليته، حين وقّع اللاعب نادر مطر على الهدف الأول، مانحاً فريقه الأفضلية ومستثمراً لحظة شرود دفاعي عند النجماويين. لكنّ الكلمة الأخيرة في الديربي لم تُكتب بعد، إذ تمكن قائد النجمة قاسم الزين من معادلة النتيجة بهدف ثمين أعاد التوازن إلى المواجهة وأشعل المدرجات.
بهذا التعادل، تجمّد رصيد الأنصار عند 30 نقطة في انتظار ما ستُسفر عنه المواجهة المنتظرة بين الصفاء والحكمة على ملعب الصفاء. أما النجمة، فرفع رصيده إلى 16 نقطة، ليبقى بعيداً عن معادلة كفّة الصراع على اللقب، لكنه أثبت أنه ما زال رقماً صعباً في معادلة المنافسة، خصوصاً في اللقاءات الكبرى. الرسائل التي حملها هذا اللقاء تتجاوز حدود النقاط والترتيب. هي عودة كرة القدم اللبنانية إلى مسرحها الطبيعي، وعودة الجمهور إلى مدرّجات كانت في ما مضى معاقل للفرح والهوية والانتماء. مباراة أكدت أن الديربي البيروتي سيظل، رغم كل الظروف، مرآة تعكس نبض اللعبة، وطموحاتها، وآمال جمهورها.