اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أن منسوب القلق يرتفع في هذه الأيام لدى الناس، وتضج وسائل الإعلام بالسيناريوهات يميناً وشمالاً،
كما أن التصريحات التي يطلقها 'الإسرائيليون' وحلفاؤهم الأميركيون، والحلفاء المحليون للأميركيين، إنما يراد منها كلها ان تصب في إطار الضغط على السلطة اللبنانية كعهد وحكومة، وعلى الرأي العام اللبناني، وعلى قيادة المقاومة، كي تخضع للمطالب والشروط الإسرائيلية التي يطرحها الأميركي.
كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس علي حسين عباس بشير (همّت) في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأكد النائب فياض أننا لا ننكر حجم المخاطر ولا مقدار الضغوطات ولا جدية التهديدات التي يتعرض لها البلد، ولكن يجب أن نكون متنبهين تماماً إلى أن أسوأ السيناريوهات، هو نجاح الإسرائيلي والأميركي، في تحويل القضية من كونها مشكلة لبنانية-إسرائيلية إلى كونها مشكلة لبنانية-لبنانية، ليقف الإسرائيلي عندها متفرجاً على صراعاتنا وانقساماتنا، ولهذا يجب أن يمتلك اللبنانيون الروية والحكمة في إدارة هذا الملف، والشجاعة والثبات والصلابة في مواجهة التهديدات والضغوطات، لأنه كلما كان الموقف اللبناني موحداً أو منسقاً، كلما كنا أقدر على مواجهة الضغوط وتحصين الداخل.
وأشار النائب فياض إلى أن 'الإسرائيلي' يريد أن يتصادم اللبنانيون ببعضهم البعض، و'نحن حريصون على أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض'، لافتاً إلى أن الجانب اللبناني قد أبلغ الوسيط الأميركي بالموقف اللبناني، وهو لم يتلق جواباً لغاية اللحظة، والموقف يقوم على أن 'الإسرائيلي' يجب أن يلتزم ابتداءً بوقف إطلاق النار والإنسحاب من الأراضي التي احتلها، فهذه هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تجاوزها في أي مسار معالجة، لأنه وبكل صراحة ووضوح، لا شيء يوحي أو يضمن أو يؤشر على نية 'الإسرائيلي' الإنسحاب من التلال الخمس أو إيقاف الأعمال العدائية مهما تكن الإلتزامات اللبنانية، علماً أنه من زاوية موجبات تفاهم وقف إطلاق النار في تشرين 2024، فإن لبنان قام بما يجب أن يقوم به.
وأضاف النائب فياض: لقد أبلغ وزير مال العدو 'الإسرائيلي' سموتريتش قبل يومين في لقائه مع مستوطني الشمال، أن 'إسرائيل' لن تنسحب من الأراضي اللبنانية، ولن تسمح بإعادة إعمار القرى اللبنانية الأمامية وعودة السكان إليها، فهذا هو الموقف الرسمي 'الإسرائيلي'، وما لا يريد ان يعلنه نتنياهو يعلنه سموتريتش، ولهذا عندما يطالب الوسيط الأميركي الحكومة اللبنانية بترجمة المبادىء والكلمات إلى أفعال، ماذا حول الموقف 'الإسرائيلي'، الذي لم يلتزم مطلقاً، لا على مستوى المبادىء والكلمات، ولا على مستوى الأفعال، الأمر الذي يجعل من أي التزام لبناني، تنازلاً مجانياً دون أي مقابل ودون أي ضمانات.
وشدد النائب فياض على ضرورة أن يثبت الموقف اللبناني عند التراتبية التي وردت في كلام فخامة الرئيس، من ناحية أولوية وقف الأعمال العدائية والإنسحاب من أرضنا من قبل العدو 'الإسرائيلي'، قبل أي بحثٍ آخر.
وقال النائب فياض إن شهيدنا هو نموذج عن هؤلاء الشهداء الذين قدموا أنفسهم دفاعاً عن كل واحد منا، وعن عائلته وأطفاله وأمنه وأرزاقه، وقدموا أنفسهم قرباناً لله عزَّ وجل في سبيل نيل مرضاته ورضوانه والدرجة التي وعد بها الشهداء، و'لهذا فنحن كمجموعة ومسيرةٍ وخط معنيون بالوفاء لدمائهم، ونحن كأفراد معنيون بالوفاء لعطاءاتهم تجاهنا وحقوقهم علينا، في كل لحظة أمن وعزة واستقرار نعيشها ونحياها'.
وختم النائب فياض بالقول إن شهيدنا الذي إرتضى لنفسه إسماً حركياً تعبيراً عن هِمَّتهِ التي لا حدود لها، والتي نذرها لله تعالى، هو إبن عائلة كريمة مجاهدة، وابن بلدة معطاء، كان لها على الدوام نصيب من ضريبة الواجب دفاعاً عن الأرض والأهل والوطن والعقيدة، وشهيدنا هو فتى في مقتبل العمر، طيب مخلص ودود وذو قلب سليم، ومندفع، إرتضى دوراً محفوفاً بالمخاطر، وهو أقبل عليه بكل إصرار وثقة وطمأنينة، وهو فتى في التاسعة عشر من عمره، أدار ظهره للدنيا التي تفتح له ذراعيها، فيدبُر عنها سالكاً طريقاً شاقاً ومتعباً وخطراً، وهو راضٍ كل الرضا.