دريان والشرع… تكامل ديني وعلاقات أخوية

كتب حسين زياد منصور في لبنان الكبير…

كانت زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى سوريا، يوم السبت الماضي، واللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، نقطة مفصلية في العلاقات اللبنانية – السورية الجديدة. وقدم المفتي دريان الى الرئيس الشرع “وسام دار الفتوى المذهب”، لمواقفه الاسلامية والعربية ولجهوده وعطاءاته وتضحياته في خدمة سوريا.

بين دريان والشرع

مصادر مطلعة توضح لموقع “لبنان الكبير” أن المفتي دريان تحدث مع الرئيس الشرع في عدد من المواضيع الأساسية، منها النازحون السوريون في لبنان، والحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، ومزارع شبعا اللبنانية.

ووفق المصادر سيكون هناك المزيد من التنسيق والتكامل بين المؤسسة الدينية في سوريا ولبنان، لما فيه من خير ومصلحة للبلدين. وتشير الى أن لجاناً مشتركة ستتشكل بين البلدين في الفترة المقبلة.

بداية أخوية

وبحسب أوساط متابعة لموقع “لبنان الكبير” فان هذه الزيارة هي نقطة بداية العلاقات الأخوية بين البلدين، القائمة على المحبة، الأمن، الأمان والمحبة والاحترام، بعيداً عن البغض والحساسية، التي كانت سائدة خلال النظام السابق.

وتصف الأوساط الزيارة بالتاريخية والصريحة والاستثنائية، التي ترمم العلاقات بين لبنان وسوريا، ضمن الأطر الصحيحة والسليمة، خصوصاً عن طريقها، أي دار الفتوى، انطلاقاً من أن الطائفة السنية في لبنان، كانت ولا تزال خلف الدولة، وجزءاً لا يتجزأ منها، الى جانب انفتاحها الدائم على الأشقاء العرب.

وتذكر الأوساط في حديثها مع “لبنان الكبير” بما تسعى دار الفتوى الى القيام به من خلال الوحدة الوطنية والعيش المشترك والاعتدال من جهة، وحماية السنة من محاولات الاقصاء والإلغاء والتهميش، من جهة أخرى.

سوريا والسنة

في المقابل، مصادر سورية متابعة تعتبر في حديثها لـ”لبنان الكبير” أن خطوة المفتي دريان مميزة، وتعد الأولى لمرجعية سنية مؤثرة في لبنان تجاه سوريا، حتى خلال العهد السابق لم تحصل مبادرة كهذه.

وترى أن الزيارة تحمل الطابع السني، والعلاقة بين الطائفة وسوريا بعد سقوط نظام الأسد، خصوصاً مع مضي سوريا نحو بناء الدولة والعودة الى الحضن العربي، والانفتاح الكبير عليه، وهو الدور الذي لطالما سار به أهل السنة في لبنان.

إقرأ أيضاً:  فوضى الإكسبرس على الأوتوستراد: أين دور المحافظ في ضبط المخالفات؟

لقاءات

وترأس المفتي دريان وفداً من مفتي المناطق الى جانب رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ محمد عساف، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي ومدير العلاقات العامة والاعلام في دار الفتوى خلدون قواص. وشملت الزيارة قبل لقاء الرئيس الشرع، زيارة للمسجد الأموي الكبير، حيث أدّى دريان صلاة الظهر للمرة الأولى منذ العام 2005 في دمشق، ثم كانت جولة في الأثر النبوي الشريف ومقام النبي ومشهد الامام الحسين بن علي وضريح صلاح الدين الأيوبي، ثم لقاء مع وزير الأوقاف السوري الشيخ الدكتور محمد أبو الخير شكري في مكتبه بالوزارة، في حضور مفتي دمشق الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم وأعضاء مجلس الإفتاء العام في سوريا وكبار العلماء في سوريا.