اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
تخيّل لو أصبح بالإمكان تشخيص السرطان بدقة عالية من خلال تحليل بسيط للحمض النووي، من دون الحاجة إلى تقنيات معقّدة أو موحّدة. هذا ما يَعِد به نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد crossNN، الذي قد يُحدث تحوّلاً كبيراً في عالم تشخيص السرطان عالمياً.
يعتمد هذا النموذج على تتبُّع بصمات دقيقة تُعرف بالميثيل الجيني، التي تتركها الأورام على الحمض النووي، ويستطيع التعرّف عليها حتى من خلال منصات تحليل مختلفة ومتنوّعة.
كسر القيود التقنية في التحاليل الجينية
لطالما كانت تحاليل الميثيل الجيني دقيقة في تشخيص بعض السرطانات، خصوصاً أورام الدماغ، لكنّها بقِيَت محدودة لاستخدامها في منصات معيّنة.
هنا يأتي دور crossNN، الذي بفضل بنية مبنية على شبكة عصبية اصطناعية تُدعى «بيرسيبترون»، يتمكن من تحليل أنماط معقّدة في الحمض النووي، متجاوزاً القيود التقنية.
الميثيل الجيني: المفتاح الصامت في الجينات
الميثيل الجيني هو تعديل طبيعي يُشبه «مفتاح التشغيل» للجينات. عندما يختل هذا التعديل، قد تنشط جينات ضارة أو تتوقف جينات واقية، ممّا يُسهم في تطوّر السرطان. يركّز crossNN على مواقع حساسة تُعرف بـ CpG، ويربط بين تغيّراتها ونوع الورم بدقة مبهرة.
نتائج مبهرة
دُرِّب crossNN على قاعدة بيانات ضخمة لأورام الدماغ شملت 2,801 عيّنة تُمثل أكثر من 80 نوعاً فرعياً. والأهم، أنّه أثبت فعاليّته في التعرّف على أكثر من 170 نوعاً مختلفاً من السرطانات في أنحاء الجسم.
في اختبارات شملت أكثر من 5,000 عينة: حقّق دقة بنسبة 99,1% في تشخيص أورام الدماغ و97,8% في تصنيف السرطانات الأخرى.
التغذية والميثيل الجيني: صحة الجينات
إلى جانب التكنولوجيا، للتغذية دور أساس في دعم صحة الجينات من خلال الميثلة الجينية. بعض العناصر الغذائية تُسهم في حماية الحمض النووي، مثل:
- الفولات (B9): موجود في السبانخ والبروكلي.
- فيتامين B12: في اللحوم والبيض.
- البيوتين (B7): في المكسرات وصفار البيض.
- مضادات الأكسدة: في التوت والطماطم.
- شرب الماء وتجنّب الأطعمة المصنّعة.
نحو طب دقيق ومتكامل
دمج الذكاء الاصطناعي مثل crossNN مع نظام غذائي مدروس يُمهّد لعصر جديد من الطب الشخصي، إذ يُصبح التشخيص أكثر دقة أكثر فاعلية. فالصحة تبدأ من الجينات... والجينات تحتاج ذكاءً وتغذية جيدة.