اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
كرَّم «لقاء الأحد الثقافي» في طرابلس البروفسور المميّز محمد الحج، الأستاذ في الجامعة اللبنانية، وعضو الفريق العلمي الأوروبي العامل على القمر الصناعي Biomass وذلك في مقر اللقاء ضمن حرم «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية».
وحضر التكريم حشد من المسؤولين والمهتمين يتقدمهم الوزير السابق سمير الجسر، النائب السابق مصباح الأحدب، رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة، الدكتور سابا زريق، رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين، رئيس اتحاد بلديات الضنية السابق الدكتور محمد سعدية، رئيس بلدية بخعون الأسبق زياد جمال، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس الاتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، رئيس اللجان الأهلية سمير الحج، الدكتور بديع مطر، عائلة المكرّم، وحشد من المهتمين وأعضاء اللقاء، والطلبة الجامعيين.
العلمي
بداية النشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، ثم كلمة ترحيبية من رئيس اللقاء الدكتور أحمد العلمي معرّفا بالمحاضر الدكتور محمد الحج قائلا: نجم جديد انضم إلى قافلة النجوم المبدعين الذين كان لنا شرف استقبالهم وتكريمهم، فمبدعونا هم الثروة الحقيقية للوطن، وإن التحدّي الحضاري العالمي، والذي هو الآن في أوجّه، وهو في عدد العباقرة والمبدعين في كل مجتمع.
أضاف: مبدعنا اليوم عضو الفريق العلمي للمهمة الفضائية «بيوماس» التي يتم تطويرها حالياً في وكالة الفضاء الأوروبية والتي تهدف إلى إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للغابات حول العالم وتقدير كمية الكاربون التي تحتويها لدراسة تفاعلها مع ظاهرة التغيّر المناخي العالمي، إضافة إلى نمذجة التضاريس تحت الغابات وتحت رمال الصحاري، وهو مؤسس مختبر الدراسات الجيومكانية ومختبر الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية في الجامعة اللبنانية.
وقد أجرى العديد من الدراسات البحثية في عدد من المختبرات ومراكز الأبحاث بما في ذلك وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الأوروبية (ايزا) والفرنسية، المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (البرازيل)، مركز الدراسات الفضائية للمحيط الحيوي لكوكب الأرض (فرنسا)، مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن (أميركا).
وتركّزت أبحاثه على استخدام تكنولوجيا التصوير بالأقمار الصناعية في العديد من الدراسات كنمذجة تضاريس الأرض خاصة في المناطق المخفية تحت الأشجار ورمال الصحاري.
وحصل على العديد من المنح منها منحة «فولبرايت» (أميركا)، منحة معهد البحوث من أجل التنمية (فرنسا)، منحة «سفر» (فرنسا) إضافة الى منحة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ومنحة المعهد الوطني للفنون والمهن (فرنسا).
الحج
وتحدث الدكتور الحج متناولا دراسته وعلومه وتقدّمه العلمي وحصوله على شهادة الهندسة من المدرسة العليا للطبوغرافيا والهندسة في فرنسا في العام ٢٠٠٩ بمنحة من الوكالة الجامعية الفرنكوفونية. ثم نال منحة من الكونسرفاتوار الوطني للفنون والمهن في فرنسا لإكمال الدكتوراه التي تمحورت حول نمذجة تضاريس الأرض باستخدام تقنيات التصوير الفضائي المرئي والراداري.
وحصل على منحة الفولبرايت للعمل على مشروع علمي في مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن ومختبر علوم الأرض في جامعة نورث ايسترن، مع عالم الفضاء العربي البارز د. فاروق الباز، الشخص الذي حدّد مواقع هبوط أول انسان على سطح القمر خلال المهمة ابولو في العام ١٩٦٩ والذي درس الصحراء لسنوات عديدة.
وقال: في العام ٢٠١٧، وبحكم خبرتي في نمذجة تضاريس الأرض، تمّت دعوتي من قبل وكالة الفضاء الفرنسية للانضمام الى الفريق العلمي للمهمة الفضائية بيوماس، وحصلت على منحة من السفارة الفرنسية للبدء في المشروع. ومنذ ذلك الحين، وأنا أعمل مع هذا الفريق على تطوير طرق وخوارزميات استخراج التضاريس المخفية تحت الأشجار.
وخلال هذه المهمة، اكتشفت العديد من الأخطاء في بيانات وكالتي الفضاء الفرنسية والألمانية ونشرت عدة مقالات علمية بهذا الخصوص، مما زاد ثقة الفريق بعملي.
ساهم هذا الأمر في قبول المشروع الذي قدمته الى وكالة الفضاء الأوروبية والذي يهدف الى التصوير واستخراج التضاريس تحت الأشجار وفي الصحاري حول العالم وهي ذات الفكرة التي طرحتها في العام ٢٠١٥ على د. الباز.
وختم: يولد الإنسان عالِماً، يسأل ويستكشف على الدوام، ولكن أغلب المؤسسات التعليمية تسحق هذه الحشرية العلمية، وتغرس أسلوب التلقين الذي يدمّر روح الابتكار والإبداع، ويُنتج أجيالاً تحفظ دون أن تفهم، فتتراكم الفجوات جيلاً بعد جيل.
وفي الختام، أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير الى أعضاء لقاء الأحد والى مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية على رعايتهم الدائمة للعلم والمعرفة وتسليط الضوء على الأفكار الخلّاقة والمبدعين في هذا البلد، وعلى هذا التكريم الذي أقدّره عالياً.
وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.