اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
كتبت بولين فاضل في 'الأنباء الكويتية':
إذا كان المثل يقول «تفاءلوا بالخير تجدوه»، فإنه في بعض الحالات في لبنان يكون التفاؤل في غير محله، وبالتالي مصطنعا وغير قابل للبلورة السريعة لاسيما في بلد ترهلت البنى التحتية فيه وموازنات وزاراته ومؤسساته هي «ع القد».
في هذا السياق، ثمة من ذهب بعيدا جدا في تفاؤله وعبر عنه في مقالات وأخبار متناقلة، وبلغ حد الحديث عن صيف مضاء في مناطق لبنان السياحية 24 ساعة في امتياز سيعطى لها من الدولة ووزارة الطاقة في ضوء ازدياد استهلاك الكهرباء في الصيف مع توافد أعداد كبيرة من المغتربين والسياح.
هذا الأمر دفع «الأنباء» إلى التحقق من دقة هذه الأخبار وصحة «الطاقة» التفاؤلية فيها، ومدى وجود وعود لإضاءة أشمل وأكبر للبنان الذي تعد أزمة الكهرباء فيه من أقدم أزماته وأثقلها على العهود المتعاقبة.
وفي معلومات «الأنباء» المؤكدة أنه «لا وجود لأي وعود رسمية برفع ساعات التغذية في بيروت والمناطق السياحية إلى 24 ساعة، وفي الأساس لا إمكانية لتحقيق مثل هذا الوعد الذي لم يتم أصلا إطلاقه لعلم بتعذر تنفيذه».
مصادر وزارة الطاقة قالت لـ «الأنباء» إن «وزير الطاقة والمياه جو الصدي تسلم واقعا صعبا يعيشه لبنان منذ سنوات عدة على صعيد محدودية التغذية بالكهرباء، لذا الوعد الذي قطعه هو العمل على حلول جذرية وفق رؤية إستراتيجية، لأن الحلول الترقيعية لا تجدي نفعا»، مشيرة إلى أن «قدرة مؤسسة كهرباء لبنان اليوم على إنتاج الطاقة تقارب 1200 ميغاواط، بينما الحاجة هي مرتان وثلاث مرات أكثر».
وإذ أكدت المصادر أن «الوزير الصدي لم ولن يدخل باللعبة الشعبوية وإطلاق الوعود الكلامية برفع ساعات التغذية»، أوضحت أنه يفضل الانكباب على العمل لوضع حلول على أرض الواقع في طليعتها:
1 ـ إنشاء أقله معمل حديث على الغاز.
2 ـ تشجيع الاعتماد على الطاقة الشمسية بحجم اكبر، وهذا ما تسمح به الهيئة الناظمة التي تمنح التراخيص.
3 ـ تحسين الجباية.
أما في موضوع رفع العقوبات الأميركية عن سورية ووقف تطبيق قانون قيصر والتداعيات على لبنان لاسيما على صعيد الطاقة والنفط، فقالت مصادر وزارة الطاقة إن «من شأن ذلك أن يسهل استجرار الطاقة والغاز عبر سورية وإمكان إعادة تشغيل مصفاة تكرير النفط في البداوي في شمال طرابلس»، مشيرة إلى «العمل على تشكيل لجنة فنية لدرس هذه الملفات من النواحي التقنية والمالية كافة، إضافة إلى التواصل مع سورية والدول المعنية لبحث سبل الاستجرار وواقع البنى التحتية المطلوبة للقيام بذلك».
وكشفت المصادر أخيرا عن أن «وزارة الطاقة في صدد إجراء دراسة حول كيفية تشغيل خط أنابيب النفط من العراق إلى لبنان وكذلك مصفاة البداوي».