اخبار لبنان
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
وطن – شهد لبنان تطورًا أمنيًا خطيرًا بعد ظهور فصيل مسلح جديد يُدعى 'لواء أحمد الأسير'، في مشهد أثار صدمة وجدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. وانتشرت مقاطع (فيديو) لعناصر ملثمة من التنظيم، تُطلق تهديدات مباشرة ضد طوائف لبنانية محددة، إلى جانب إعلان نية استهداف السفارة الأمريكية في بيروت.
في أحد الفيديوهات، ظهر متحدث باسم التنظيم المسلح ملثّم الوجه، يتلو بيانًا ناريًا يهاجم فيه ما وصفه بـ'العملاء'، ويهاجم اللاجئين السوريين الموالين لنظام الأسد، كما توعد بردّ مسلّح على من أسماهم بـ'الخونة وأعداء الله'.
ما يزيد من خطورة الحدث هو ارتباط اسم الفصيل بـأحمد الأسير، الداعية اللبناني المتشدد الذي قاد تمردًا مسلحًا ضد الجيش اللبناني في منطقة عبرا عام 2013، قبل أن يُعتقل ويُحكم عليه بالإعدام بعد اتهامه بقتل عسكريين.
مصادر أمنية أعربت عن قلقها من عودة الأسير كرمزية لجذب المتشددين، خصوصًا في ظل هشاشة الوضع الأمني، ووجود فوضى سياسية واقتصادية تضرب لبنان من كل الجهات.
لواء أحمد الأسير يحاول، وفق المتحدث باسمه، التمايز عن بقية الجماعات الجهادية من خلال تقديم نفسه كـ'مظلّة جديدة للمهمّشين والمستضعفين'، لكنه في الواقع يعيد تدوير خطاب طائفي معروف، ويعيد شبح الحرب الأهلية، خاصة أن تصريحاته تتقاطع مع تهديد مباشر لمقار دبلوماسية أجنبية، في سابقة خطيرة قد تُجر البلاد إلى مواجهة مع المجتمع الدولي.
تفاعل الشارع اللبناني مع هذه التطورات كان مزيجًا من القلق والسخرية، حيث رأى البعض أن هذه الجماعات تُستدعى كلما اشتدت الأزمات، فيما رأى آخرون أن غياب الدولة وانقسام مؤسساتها يوفر بيئة مثالية لعودة المسلحين والميليشيات.
السلطات اللبنانية حتى الآن لم تصدر بيانًا رسميًا بشأن الفيديوهات أو هوية الفصيل الجديد، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية التهديدات، ومن يقف فعليًا خلف هذا الظهور المفاجئ.