اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٦ أيلول ٢٠٢٥
كتب ناصر قنديل في 'البناء':
خلال يومين أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحين مختلفين يجمع بينهما الابتعاد عن حليفه الحميم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ورطه بحرب على ايران تثبت الوقائع كل يوم أنها كانت تعبيرا عن حماقة خالصة، وأول التصريحات كان كلام ترامب عن تراجع مكانة اللوبي الداعم لاسرائيل في الكونغرس، وخصوصا بين الجمهوريين، بعدما فقدوا تأثيرهم على اتجاهات وسياسات الحزب الديمقراطي الذين باتت غالبيتهم وفي مقدمتهم اليهود يتبنون خيارات مناوئة لحروب نتنياهو، وبدأ بعض النواب بينهم يعلنون عن رفض تلقي مساهمات كانوا يعتمدون عليها في تمويل حملاتهم الانتخابية تقدمها لهم منظمة الأيباك المساندة لإسرائيل.
كلام ترامب عن فقدان اللوبي الداعم لاسرائيل نفوذه في الحزب الجمهورية رافقته اشارة الى مصاعب يواجهها ترامب داخل فريق ماغا بسبب مساندته لاسرائيل، ليخلص إلى القول، أن الحرب وما يرافقها صارت عبئا على سمعة اسرائيل وسببا لفقدانها تأييد مجموعات أميركية كثيرة.
التصريح الثاني لترامب كان عن التظاهرات الاحتجاجية داخل الكيان وتعاظم الحشود المشاركة فيها، والقول إنها أزمة حقيقية تضع اسرائيل في موقف صعب، وتزايد المشاركين في هذه الاحتجاجات يزيد هذا الموقف صعوبة.
في التصريحين يكشف ترامب عن ما هو أكثر من توجيه النصائح، وهو قادر أن يفعل ذلك دون الحاجة للتحدث للإعلام، وما يفعله عبر هذا الحديث العلني هو رسالة هادفة للتنصل من أي شراكة مع نتنياهو في سياسات تتسبب بغضب داخل أميركا وداخل كيان الاحتلال.
هذا يعني ان اخر حلفاء نتنياهو دخل المرحلة الأخيرة من الدعم، وان قدرة ترامب الحليف تكاد تفقد قدرتها على مواصلة تقديم الدعم، وان الوقت ينفد أمام نتنياهو لإيقاف الحرب في ظل أفضل شروط ممكنة اذا كان الفوز بها يبتعد كل يوم أكثر، وترامب الذي يرغب ان يربح نتنياهو حربه يقول عمليا ان لا مجال لإطالة أمد الحرب فاما حسم سريع او حل سريع.
ما تفعله المقاومة في فلسطين وبطولتها الاستثنائية، ومعها سكان غزة وصمودهم الأسطوري، ومن خلفهم اليمن بصواريخه التي تجعل الداخل الإسرائيلي شريكا مع جيش الاحتلال في دفع كلفة الحرب، هو جعل الفوز بالحرب مستحيلا، والقول لترامب أن مواصلة دعم نتنياهو يعني مخاطرة اميركية كبرى، وعندما يغرق نتنياهو سوف يغرق ترامب معه، وأمامه انتخابات نصفية في الكونغرس تبدأ المنافسة عليها منذ مطلع العام القادم، ولا يحمل ترامب أن تأتي نتائجها بخسارة الغالبية في مجلسي الكونغرس.
اما ان تؤدي ضغوط ترامب ورسائله الى تراجع نتنياهو عن أوهامه حول الفوز بالحرب، او أن يضطر ترامب الى القفز من المركب الذي يقوده نتنياهو، وهو ربما لذلك قال إن مفاوضات عميقة تجري مع حركة حماس.