اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
في الأسبوع الثالث من كلّ تمّوز، لا يتخلّف المؤمنون عن الموعد. يحجّون إلى الجبال التي تبدو صامتة، إنما تعبق بالكثير من الكلام والحكايا عن القديس الختيار، مار شربل الذي جمعَ من حوله كل الاديان، والمتعبين والآملين، والمرضى والناجين، المؤمنين وحتى المشكّكين. والعيدُ هذا العام، تماما كأحضان عنايا، سيكون مختلفاً، والأسباب متعدّدة.
منذ ساعاتِ الفجر الاولى، أو حتى قبل يومٍ من العيد أو اثنين، يبدأ الزوّار بالتوافد، حفاةً أحيانا، حاملين نذورهم وصلواتهم، وأحلامهم ليضعوها على مذبح قديسهم.. فهُنا، تشعرُ أن السماءَ أقرب، والرجاء أكثر حضورا من أي وقتٍ ومكانٍ آخرين.قبيلَ أيام من يوم الاحتفال الواقع في 20 تموز، تحوّلت عنايا إلى خليّة نحلٍ لا تهدأ، من أجل مواكبة عيد القديس شربل بأجمل حلّة، هذا ما يؤكّده رئيس بلدية عنايا مارك عبّود، الذي أوضح أن ورشة العمل بدأت قبل 10 أيام، حيث جرى تنظيف الطريق وتشجيرها، إضافة إلى إنارتها بشكلٍ كامل متكامل، كما تمّ تثبيتُ الطاقة الشمسية على العواميد على أن تتمّ إضاءة الاوتوستراد كاملا في وقتٍ لاحق ضمن مشروع تمّ التعاون فيه مع بلدية جبيل والاتحاد.وكما وعدَ وزيرُ الاشغال فايز رسامني قبل شهر.. نفّذ. إذ بدأ تزفيتُ الطريق الثلاثاء على أن يُصار إلى تزييحها من عنايا وصولا إلى جبيل.
أما بالنسبة الى التنظيم، فكلّ شي وُضع على مساره الصحيح ضمن خطةِ سيرٍ واضحة لتسهيلِ عمليّة الوصول والمغادرة، ويشرحُ عبّود في حديث لموقع mtv الالكتروني، أنه سيكون هناك مسلكان للسير، الاول للواصلين، والثاني للمغادرين، كما ستُنصبُ خيمٌ صغيرة أمام مبنى البلدية لتأمين كلّ ما يلزم للزوّار من مياه ومستلزمات، وستكون مجانية، مُقدّمة من البلدية.تتخطّى الحالة الإيمانية بمار شربل حدود الجغرافيا والطائفة، فالحجّاج كثرٌ يأتون إلى عنايا من لبنان وخارجه، ومن مختلف الاديان والطوائف، إذ يقدّر العددُ الإجمالي لزائري عنايا سنويا بالـ5 ملايين نسمة، فيما يقاربُ العدد يوم العيد زهاء العشرين ألفاً ، في وقت تشيرُ التقديرات، وفق عبود، إلى أن أن أعدادَ الزوّار خلال شهر تموز، الذي يُعتبر شهر عيد مار شربل، قد تفوقُ النصف مليون.ويوضح عبود أن هناك مشروعًا سوف يعمل عليه بالتعاون مع وزارة السياحة كما مع شركة طيران الشرق الاوسط ونقابة مكاتب السياحة والسفر في لبنان، حتى يكون هناك شهرُ حجّ إلى عنايا من مختلف دول العالم، على غرار ما يحصل في الكثير من المزارات العالمية، كمديغوريه مثلا.
أما بالنسبة الى يوم العيد، فسيترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي عند الساعة 11، بحضور الرئيس جوزاف عون والفعاليات، على أن يسبق ذلك قطع الشريط ووضعُ حجر الاساس لمشروع درب مار شربل. يلي القداس غداء في دير مار مارون عند الساعة 12:30 ظهرا.القداديس ستُرفع كل ساعة يوم الاحد المقبل، وستنبض عنايا بالتراتيل والصلوات، في لوحةٍ بشريّة تتكرّر في كل عام. فمار شربل الذي لم يُغادر قلايته طوال حياته، صار أكثر قديس مسافر عبر القلوب، وعابرٍ للقارّات والأديان.