اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
تفوح في راشيا الوادي رائحة العنب في أواخر الصيف، وتتلألأ عناقيده تحت شمس البقاع، فتتجدد صناعة الدبس بروح عصرية تجمع بين المهارة التقليدية والتقنية الحديثة.
فمن هنا من قلب الوادي تنطلق معامل حديثة تستقبل محاصيل المزارعين لتحولها إلى دبس طبيعي يحمل نكهة الأرض وعبق التراث.
تبدأ رحلة الدبس من لحظة استقبال العنب في المعمل، حيث تجرى له اختبارات دقيقة لقياس مستوى الحلاوة وجودته، ثم تنقل الثمار إلى خطوط الغلي والتبقير الحديثة التي تحفظ نكهة العنب وقيمته الغذائية دون أي إضافات صناعية. بهاء قضماني صاحب معمل لتصنيع الدبس والصناعات الغذائية في راشيا يرى في التطوير فرصة لدعم المزارعين وتحقيق القيمة المضافة للإنتاج المحلي: 'أهمية صناعة الدبس هي الدورة الاقتصادية التي تحدث بين المزارع والمصنع والسوق المحلي والسوق الخارجي. لم يبقى من هذه الصناعة التي كانت موجودة في كل الضيعة والأرياف في لبنان، اليوم فقط في راشيا موجودة'.
بعد انتهاء مرحلة الغلي والتبقير، تبدأ عمليات التصفية والفرز، ثم التعبئة والتغليف،وكل خطوة تراقب بدقة عالية، كما تشير ندا قضماني مراقبة الجودة والنوعية في المؤسسة: 'هدفان من مرحلة الطبخ هي أن نزيل القشوة عن العنقود، كما ترى الشباب وراءنا كيف يشتغلون والهدف الثاني تبخير قطعة فيها ماء من هذا العصير للحصول على نسبة الحلى التي نريدها'.
بهاء قضماني يأسف أيضا لغياب الدولة عن هذا القطاع وعن تأمين البنى التحتية له: 'دور الدولة هي أن تحتضن، إن تأمين البيئة الصديقة والبيئة الحاضنة للصناعة والزراعة، أو تأمين البنى التحتية وغيرها الكهرباء وغيرها، لكن مع الأسف الدولة بالوقت الحالي غير قادرة أن تكون جهة فعالة'.
بين أصالة الماضي وتقنيات الحاضر، تعيد معامل راشيا إحياء صناعة الدبس بوجه جديد يحافظ على الطعم ويضيف إلى الحلاوة روحاً من الإبداع والتجديد. إنه الدبس عنوان الخير في مواسم العناب وحكاية حب بين الأرض والإنسان.











































































