اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
في عمليّة غير مسبوقة، نفّذت الولايات المتحدة ضربةً عسكريّةً واسعة النطاق ضد منشآت إيران النووية، مستخدمةً ستّ قاذفات استراتيجية من طراز B2 Spirit، قطعت آلاف الكيلومترات من الأراضي الأميركية إلى العمق الإيراني من دون توقف، بدعم من عمليات التزود بالوقود جوّاً أثناء الطيران.
كلّ واحدة من هذه القاذفات كانت محمّلة بقنبلتين خارقتين للتحصينات من نوع GBU-57، ويبلغ وزن القنبلة الواحدة نحو 13 طناً، ما يعادل 30 ألف رطل. وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الذخيرة الشديدة التدمير في إطار هجوم مُعلن على دولة أخرى.الضربة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسة: فردو، نطنز، وأصفهان، بالإضافة إلى استخدام عدد كبير من صواريخ توماهوك لضرب المواقع نفسها. أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال هذا الهجوم، إيصال رسالة حاسمة: الولايات المتحدة تملك القدرة العسكرية على الوصول إلى أي نقطة في العالم، واستخدام قوتها بفعالية ساحقة عند الحاجة.ورغم امتلاك واشنطن لعدد من القواعد العسكرية الأقرب إلى إيران جغرافياً، مثل قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، فإنّ قرار الانطلاق من الأراضي الأميركية كان ذا دلالات سياسية بالغة. فالمسافة الطويلة المقصودة تعني أن الضربة جاءت بقرار أميركي خالص، من دون الحاجة لتنسيق أو إذن من حلفاء، حتى ولو كان شكلياً.ويُذكر أن قاعدة دييغو غارسيا تقع تحت السيادة البريطانية، ما يستلزم موافقة لندن في حال أرادت واشنطن استخدامها كنقطة انطلاق لعمل عسكري. ولهذا، فضّل ترامب تنفيذ العملية من داخل الولايات المتحدة، لضمان استقلالية القرار ومضاعفة أثر الرسالة السياسية الموجّهة لإيران والعالم.
في المحصّلة، لم تكن العملية مجرّد ردّ عسكري، بل عرضاً مُنظّماً للقوّة الأميركية، ورسالة استراتيجية واضحة مفادها أنّ يد واشنطن طويلة، وأنها لا تحتاج إلى شركاء عندما يتعلّق الأمر بحماية مصالحها أو فرض قواعدها في اللعبة الدولية.