اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٣ كانون الثاني ٢٠٢٥
لم يستوعب أهالي دير كيفا الجنوبية، ولا جمهور حزب الله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الصدمة بعد. إبن عائلة حاريصي، الذي بدل أن يبذل حياته في سبيل وطنه، قدم نفسه عميلا للموساد الإسرائيلي، لمساعدته في حربه على الحزب.
ما القصة؟
مرّ يومان على انتشار الخبر. كان الإسم بالأحرف الأولية. كان اللقب «مواطنًا لبنانيًا» من آل حاريصي. إسم عائلة معروفة على إنها قدمت العديد من الشهداء ضد الاحتلال الإسرائيلي، مثل محمد أحمد حاريصي، حسين حاريصي، حسين جميل حاريصي، محمد جمال حاريصي (من بلدات مختلفة)، وغيرهم الكثير.
لكن إسم الشهيد الذي عاد إلى التداول بكثافة هو أحمد عباس حاريصي الذي أعلن الحزب عن تشييعه في 11 كانون الأول الفائت، من دون تحديد تاريخ استشهاده.
أما السبب فهو صادم: أحمد عباس حاريصي هو شقيق علي عباس حاريصي، الذي ألقت عليه شعبة المعلومات مؤخرا بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي.
ماذا فعل علي حاريصي؟
حتى الآن، لا بيان رسميا من قوى الأمن الداخلي يشرح تفاصيل عمالة ابن دير كيفا الجنوبية. إلا أن معلومات التحقيق انتشرت بكثافة في الصحف وعبر مواقع التواصل.
بحسب صحيفة «النهار»، كان علي عباس حاريصي مقاتلا في صفوف حزب الله، وينتمي إلى عائلة تضم العديد من الأفراد الذين خدموا في الحزب، وبعضهم استشهد خلال القتال ضد الجيش الإسرائيلي.
طُلب من حاريصي تنفيذ مهمة مراقبة لعدد من الشخصيات الأمنية في حزب الله تمهيدًا لاغتيالها. وتم تزويده بصور وتفاصيل شخصية عن تلك الشخصيات، مع تكليفه بتسجيل كافة تحركاتهم، والأماكن التي يترددون عليها بشكل يومي.
أثناء وجوده في تركيا، تمكن حاريصي من التواصل مع جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث زودهم بمعلومات مهمة تضمنت مواقع مخازن الأسلحة وأماكن تجمع الشخصيات الأمنية والعسكرية.
وخلال التحقيقات، اعترف حاريصي بأنه تواصل مع عدة شخصيات إسرائيلية، وأقر بموافقته على التعاون معهم بشكل مستمر لاختراق حزب الله. كما كشف أنه تلقى مبالغ مالية تجاوزت 20 ألف دولار أميركي مقابل تقديم هذه المعلومات والخدمات.
إسم أربك الجمهور.. و«تاتو» السيد
من أجل التمويه، اختار علي عباس حاريصي أن يستمر بمنشورات تأييده لحزب الله عبر مواقع التواصل. تجد عبر حسابه، منشورات تحمل شعارات «الدّني وقفة عز مش طولة عمر»، وأخرى تؤدي البيعة لمقاومي حزب الله.
أما المنشور الإستفزازي، ما حمّله، وفق ناشطين، من وشم على يده لتوقيع أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله، مع تاريخ استشهاد الأخير.
وما زاد الطين بلّةً، أن علي حاريصي يضع «علي عباس» كاسم له عبر موقع «فيسبوك»، ما جعل أصحاب العديد من الأسماء المماثلة، يتلقون شتائم وأسئلة حول العمالة لإسرائيل عبر حساباتهم.
هذا وصدر بيان عن عائلة حاريصي تعلن فيه «بكل وضوح وثبات موقفنا المبدئي والقاطع في رفض كل أشكال العمالة والخيانة، ونؤكد انتماءنا الوطني والديني الراسخ إلى نهج المقاومة بقيادة حزب الله».
ووجهت تحية لشقيق علي، أحمد حاريصي بالقول: « نترحم على روح الشهيد البطل احمد حاريصي الذي قدم حياته في سبيل الوطن والمقاومة (..) نؤكد أن موقفنا هذا ثابت ولن يتغير، ونشكر كل من يدعمنا في هذا النهج القويم، داعين الله أن يحفظ المقاومة وقيادتها وجميع المؤمنين بدربها».
إقرأ/ي أيضا: «من عين إبل إلى سعسع».. عميل يذهب إلى فلسطين ويعود إلى جنوب لبنان!