اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
تختزن هذه الأوراق تجربة صحفية خاضت غمارها الصحافية ميشيلين مبارك؛ على الصعيد الشخصي والمهني والوطني، تخللتها أحداث عاشتها وتركت أثراً في روحها وفي وجدانها... في قلقها وفي قلمها... وفي فهمها للحياة ومعناها، وجعلتها تعبّرُ بالكتابة؛ لِتَعبُرَ حدودها، وتخوض غمارها.
هي أضواء سلّطتها على مجموعة من التحقيقات والحوارات التي تباينت مواضيعها ولكنها شكّلت في مجموعها مخزوناً ثقافيَّاً، عبَّر عن عمق التجربة التي عاشتها الصحفية وعايشتها. في هذه الأوراق كتبت وفي مجال التحقيقات الثقافية عن الرمزية في الفنون التشكيلية، ويستوقفك هذا الموضوع، حيث حددت الموديل كنموذج للرمزية في الفنون التشكيلية، مسلّطة الضوء على وجه التحديد على فني النحت والرسم على مدى العصور.. ففي فن النحت شكّلت التماثيل رموزاً بطولية وإلهية كانعكاس طبيعيٍّ لحبهم للرياضة وتنافسهم في الألعاب الأولمبية... ولم تقف عند هذا الحد فيما يتعلق في فن نحت التماثيل؛ بل هي تابعت تلك التجارب ورمزيتها في سائر الحضارات عبر العصور إلى يومنا هذا وانتقلت للكتابة عن شخصيات فكتبت عن الشاعر «شوقي أبي شقرا» مستحضرة المدرسية الشعرية في زمن الحرب، ولم يغب عن ذهنها متابعة المستجدات على الصعيد التكنولوجي، والتطور في هذا المجال، والتقدم الرقمي وما آلت إليه أمور حياة الإنسان لسهولة التعامل مع أدوات هذا التطور على جميع الأصعدة... بالإضافة إلى مواضيع أخرى متعددة.. وفي مجال الحوارات الثقافية كان لها لقاء مع الأديبة سلمى مرشاق.. «الأديبة الشغوفة».. وعلوية صبح «كاتبة المرأة العربية».. وحوار مع نقيب الصحافيين في لبنان «علي علوش».. واحتفاءً بمئوية منصور الرحباني (1925-2025) كان هناك برنامجاً حافلاً بالمناسبات والأنشطة لعل أبرزها احتفالية 17 آذار/مارس على مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وكان لها لقاء مع غدي منصور الرحباني للحديث عن أعمال الرحابنة الخالدة. ونعود قليلاً إلى مجموعة تحقيقاتها الثقافية.. حيث يستوقفك مقالها الملفت والذي جاء تحت عنوان «إسرائيل ومحاولة تصفية هوية شعوب من خلال الإصرار على عملية تدمير آثارها» حيث تقول في المقدمة: «تعود الآثار والمعالم الدينية في فلسطين ولبنان إلى حضارات عمرها آلاف السنين من الإنجاز البشري والتاريخي الفريد للمشرق.. حضارات شاهدة على اتقان معماري ومراحل تاريخية مرَّت عليها شعوب وحملات عسكرية وبقيت تخاطب الأزمنة بعزَّ وعنفوان[...] وهدفها في هذا المقال دق ناقوس الخطر ليعلم الجميع أنَّ هذه الحضارات اليوم، بمواقعها الأثرية المميّزة وأمكنتها الدينية التاريخية، مهدَّدة من قبل عدو يعرف التاريخ العريق ويريد إزالته، ولا يعترف بأية مواثيق دولية.. مشيرة أنه وفي إحصاء غير نهائي، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» تتعرض المواقع والمعالم الأثرية الفلسطينية، بشكل يومي، إمَّا إلى تدمير كلِّي أو جزئي، وذلك تبعاً لمعلومات مستقاة من مدوَّنات ومقالات فلسطينية ولتأتي على تلك المواقع بالتفصيل؛ ناهيك عما يشهده لبنان وأيضاً في تدمير معالمه الأثرية ومواقعه الدينية في المناطق التي يطالها العدوُّ الإسرائيلي... مستحضرة تلك المعالم التي دأب العدوّ على استهدافها منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2024 حتى اليوم...
(الكتاب صادر عن دار «فواصل» ويقع في 207 صفحات من القطع الوسط)
ضحى الخطيب