الصليب الأحمر: تصاعد العنف ضد العاملين الإنسانيين في غزة والسودان

ندد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيار كراهنبول، اليوم الجمعة، بتصاعد العنف الذي يستهدف العاملين في المجال الإنساني، لا سيما في غزة والسودان، حيث قُتل خمسة متطوعين هذا الأسبوع.

جاءت تصريحات كراهنبول في وقت تشن إسرائيل غارات على قطاع غزة المدمّر رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وفي ظل تقارير تفيد بحدوث انتهاكات بحق مدنيين في السودان.

وقال كراهنبول في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية من البحرين: 'أصبح العنف ضد العاملين في المجال الإنساني في السودان وغزة وغيرهما نمطاً مأساوياً للغاية'. وأضاف 'هناك تراجع أوسع في احترام القانون الإنساني الدولي'، والذي من الواضح أنه لم يُحترم في أي من النزاعين، وفق تعبيره.

وتزداد المخاوف على المدنيين في السودان بعد اتهامات بحصول انتهاكات واسعة في الفاشر في غرب البلاد، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي. وتحدثت تقارير عن مقتل أكثر من 460 شخصاً أخيراً في مستشفى في الفاشر. كما أثارت سيطرة قوات الدعم على الفاشر مخاوف الخبراء من تقسيم جديد للسودان، وتكرار المجازر التي شهدها إقليم دارفور مطلع القرن الحالي.

وانقطعت كل الاتصالات عن الفاشر منذ سقوطها، لكن ناجين وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة تحدثوا عن عمليات قتل جماعي وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، وتعرّض مدنيين للضرب والسرقة أثناء فرارهم.

وأوضح كراهنبول 'نحن نتعامل مع ما يمكن أن يكون أحد أكثر الصراعات دراماتيكية في عصرنا'، مشيراً إلى 'الاستخدام المكثف للعنف الجنسي'، واستهداف المدنيين والمرافق الطبية.

كما قال كراهنبول إن حجم الدمار في غزة يفوق كل ما رآه من قبل، محذراً من أن المساعدات الإنسانية لا تزال أقل بكثير من المطلوب.

وشرح 'خلال الأعوام الخمسة والعشرين أو الثلاثين التي أمضيتها في العمل الإنساني، لم أرَ مستوى من الدمار كهذا'.

وتابع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر: 'لا تدخل كميات كافية من المساعدات حتى الآن إلى قطاع غزة، وما يحتاج إليه الناس يفوق بكثير ما نستطيع توفيره حالياً'.

وأشار إلى أن الحاجات الأساسية لسكان غزة هائلة لدرجة أن ما تمكّنوا من توفيره بفضل تحسّن إمكان الوصول الإنساني للقطاع 'لا يشكّل سوى رأس جبل الجليد'.

وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أنه رغم تزايد دخول المساعدات منذ اتفاق وقف إطلاق النار، فإن المنظمات الإنسانية تواجه نقصاً في التمويل وصعوبات في التنسيق مع السلطات الإسرائيلية.