اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
رغم كلّ ما مرّ على بلادنا من أزماتٍ وحروباتٍ وأوبئة، يبقى موسم الأعراس الشريان الأساسي لنهضة هذا البلد، سيّما خلال فترة الصّيف. لذلك، اعتبر موسم الأعراس من القطاعات الاقتصادية الحيوية للبلد، على اعتباره أوّل من حفّز نهضة القطاع السياحي ككلّ.
حجم الإنفاق الاقتصادي على الأعراس
تشير التقديرات إلى أنّ تكلفة تنظيم حفل زفاف في لبنان تتراوح بين 30,000 و50,000 دولار أميركي، وقد تصل إلى أكثر من 100,000 دولار في بعض الحالات. وهذا المبلغ يشمل تكاليف القاعة، الطعام، الديكور، التصوير، الملابس، والمجوهرات، بالإضافة إلى تكاليف إضافية مثل حفلات الخطوبة والعمادات والحفلات الميلادية. ولأنّ المواطن اللبناني لا يعرف سوى ثقافة الحياة والعيش برفاهية لو مهما ضاقت به الظّروف، لا يزال يخصص جزءًا كبيرًا من ميزانيته لهذه المناسبات، مما يُظهر أهمية القطاع في الاقتصاد المحلي .
كيف يؤثر موسم الأعراس ايجابًا على الاقتصاد المحلي؟
تُعتبر الأعراس مصدرًا مهمًا للعديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع المطاعم بحيث تُنفق مبالغ كبيرة لخدمة الزبائن. بالإضافة إلى قطاع الملابس بحيث يشهد طلبًا مرتفعًا على فساتين الأعراس. أمّا التكاليف الأخرى التي لا يسعنا الإستغناء عنها مثل التصويرالفوتوغرافي والفيديو.
ولا شكّ أنّ الموسم المحبوب هذا، يساهم في تعزيز السياحة المحلية، والانتقال من بلد إلى أخرى أو من منطقة إلى أخرى لإقامة حفلات الزفاف، مما يُعزز من النشاط الاقتصادي في تلك المناطق.
لماذا ترتفع الأسعار؟
هذا وينظر إلى الأسعار في لبنان على أنها مرتفعةً مقارنةً بالقدرة المعيشية ومتوسط الرواتب، فمثلًا، إذا كان الموظف يتقاضى راتبًا يبلغ 1000 دولار شهريًا، فهو بحاجة إلى توفير ما لا يقل عن 30 راتبًا كاملًا، ومن دون أي نفقات أخرى، فقط ليتمكن من تغطية تكاليف حفل الزفاف!
وبحسب العاملين في مجال تنظيم الحفلات والأعراس، هناك عدّة عوامل تؤدي إلى هذا الارتفاع. أولها الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الأولية والخدمات المتعلقة بالحفلات. كما أنّ للثقافة الاجتماعية دورًا في الأمر، فغالبًا ما تُعتبر الأعراس في المجتمع اللبناني مناسبة مهمة يجب أن تكون كبيرة واحتفالية، ما يفرض بطبيعة الحال كلفة أعلى.
كما لا يمكن تجاهل تأثير المغتربين، الذين يشكلون نسبة لا يستهان بها من العرسان خلال موسم الصيف. فهؤلاء غالبًا ما يملكون قدرة شرائية أعلى من المقيمين اللبنانيين، ما يرفع مستوى الطلب على الخدمات الفاخرة، وبالتالي ترتفع الأسعار بشكل عام خلال هذا الموسم.
ايلي مخلوف، وهو أحد مزييني الأعراس في البيوت، يؤكد في حديثه للدّيار، أنّ طاولة العروس تُكلّف حوالي الـ300 دولار بحدّها الأدنى إذا فقط تكلّمنا عن الطاولة والشراشف. وهي طبعًا طاولة ايجار ليوم العرس فقط.
ويؤكدّ أنّ 'كيلو الشوكولا الواحد يتراوح سعره ما بين الـ100-120 دولارا، ضف إلى ذلك الحلويات والزينة الأخرى التي لم تكن في الحسبان'.
أما المصور جو عيسى، يشير إلى أنّ جلسة التصوير الكاملة، ما بين منزل العروس والعريس والاكليل والسهرة، تُكلّف ما بين الـ1000 دولار إلى حوالي الـ10 آلاف دولار، وذلك بحسب العرض المُقّدم.
ويؤكد أنّ 'البعض يستغني عن الفريق الكامل ويطالب فقط بمصورين اثنين، البعض الآخر يستغني عن منزل العريس، أو عن المنازل بشكل عام. تبقى جلسة التصوير فقط في السهرة والاكليل، بالتالي تخفّ الميزانية، وتصبح أسعارنا ملائمة للطبقة المتوسطة'.
وعن سؤال لماذا رفع هذا القطاع أسعاره؟ أجاب:' للكاميرا عمر، أو مدة صلاحية. ومع كل كبسة زر على الكاميرا تفقد قيمتها. ولو أنها تُستعمل لفتراتٍ طويلةٍ لكنها بحاجة دائمًا للتجديد والصيانة والتصليح. ومع ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية ككلّ، من حق فريقي أن ينال راتبًا يليق به في هذه الظروف الصعبة'.
وفي حديثه للدّيار، يؤكد أحمد، وهو مدير ومؤسس شركة محلية لتأجير السيارات الفاخرة في بيروت، أنّ 'موسم الأعراس في هذه الفترة، كانت بمثابة فرصة ذهبية لنهضة قطاعنا بالدرجة الاولى، وبالبلد أيضًا بالدرجة الثانية'.
ويؤكد أنّ 'الحجوزات ارتفعت بنسة تصل إلى 70% عن العام الماضي، سيّما سيارات الرولز رويس، المرسيدس س كلاس، اللمبورغيني للزفة أو لجلسات التصوير'.
ويضيف:' نحن ندفع الضرائب المنتظمة، ونوظف أكثر من 30 شخصًا بين سائقين وفنيين وموظفين. وبشكلٍ غير مباشرٍ، نحن من يحرّك سوق الزينة، الوقود، الصيانة وحتّى التسويق الرقمي. ومعظم الشركات مثلنا، تعتمد على موسم الأعراس لتحقيق ما لا يقلّ عن 40% من دخلها السنوي'.