الملتقى الاستشاري لصناعة الهندسة في جامعة الروح القدس - الكسليك: شراكة أكاديمية – صناعية نحو مواءمة التعليم مع سوق العمل

نظّمت كلية الهندسة في جامعة الروح القدس – الكسليك الملتقى الاستشاري لصناعة الهندسة 2025، تحت شعار: نبني المعرفة، ونهندس المهارات، معًا مع القطاع الصناعي.

وهو حدث جمع أعضاء اللجان الاستشارية الصناعية الممثّلين لكلّ برنامج هندسي في الجامعة، بهدف تعزيز الشراكة الأكاديمية – الصناعية ودعم تطوير البرامج الهندسية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.

وشارك في الملتقى نخبة من المهنيين والخبراء والتنفيذيين من شركات ومؤسسات رائدة، يعملون كأعضاء في اللجان الاستشارية ويسهمون بدور فاعل في توجيه المسارات الأكاديمية نحو مواءمة أكبر مع احتياجات القطاعات الصناعية المختلفة. وقد خُصّص هذا الحدث الحصري لأعضاء اللجان الذين لعبت رؤاهم المتخصصة ومساهماتهم المتواصلة دورًا محوريًا في تعزيز جودة برامج الهندسة وفعاليتها في الجامعة.

وقدّم الملتقى فترة ما بعد الظهر غنيّة بالحوار والتعاون بين الكلية وأعضاء لجانها الاستشارية الصناعية، واختُتم بعشاء مخصص لبناء شبكات التواصل. وهدف إلى خلق بيئة مهنية وتفاعلية أتاحت تبادل الرؤى حول اتجاهات السوق، والتطورات التكنولوجية، وتوقّعات القوى العاملة، بما يعزّز عملية التحسين المستمر لبرامج الهندسة في الجامعة.

وتضمّن الحدث جلسات نقاش مستديرة عُقدت على مستوى البرامج الهندسية، ركّزت على مواءمة المخرجات الأكاديمية مع أولويات القطاع الصناعي، وتُوّجت بجلسة ختامية لخّصت النتائج المحقّقة واقترحت مسارات للتعاون المستقبلي. وتميّز الملتقى بأجواء جمعت بين الجدية والتقدير، من خلال جدار الشركاء الذي عرض شعارات الشركات الداعمة، وفيديو بصري تعريفي عن الكلية مبرزًا إنجازاتها، إلى جانب عشاء تفاعلي أسهم في توطيد العلاقات المهنية والمؤسسية.

وقد عكس الحضور الكثيف والتفاعل اللافت من قبل الشركاء الصناعيين مستوى الثقة المتبادلة وعمق الارتباط بين الكلية والقطاع المهني، ما شكّل مؤشرًا واضحًا على أثر هذا الملتقى وأهميته في دعم صناعة الهندسة.

استهل الحدث بكلمة ترحيبية لمساعدة عميد كلية الهندسة الدكتورة ماريتا حجيج، التي أكّدت أن اجتماع اليوم يشكّل محطة أساسية للكليّة، ويجسّد التزامًا متجدّدًا بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الصناعيين.

وأوضحت أنّ الهدف من هذا اللقاء لا يقتصر على عرض خطط الكلية، بل يقوم أساسًا على الاستماع إلى الشركاء، والتعلّم منهم، واتخاذ خطوات عملية مشتركة تعزّز الدور الريادي للجامعة في خدمة المجتمع والقطاع الصناعي على حدّ سواء.

من جهتها، أعربت نائبة رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. ريما مطر عن سرورها بلقاء أعضاء اللجان الاستشارية الصناعية، مؤكدة أنهم ليسوا شركاء فحسب، بل مهندسون مشاركون في صياغة مستقبل طلاب الجامعة.

وأشارت إلى أنّ التعاون بين كلية الهندسة والقطاع الصناعي، الذي لطالما شدّد عليه العميد د. جوزيف الأسد، بات اليوم واقعًا ملموسًا يجسّد الجسر الحقيقي بين الأكاديميا والصناعة.

وشدّدت د. مطر على أنّ هذا التعاون يقع في صميم رسالة الجامعة القائمة على التميّز الأكاديمي، والابتكار المتمحور حول الإنسان، والريادة الأخلاقية، والمسؤولية الاجتماعية، مؤكدة أن هذه القيم تُترجم فعليًا عبر الانفتاح على العالم الحقيقي الذي تمثّله الصناعة.

وفي الجلسة الختامية، شكر عميد كلية الهندسة في الجامعة البروفسور جوزيف الأسد، جميع الصناعيين المشاركين على مراجعتهم برامج الكلية للتأكد من مواءمتها لمتطلبات سوق العمل. وتعهّد، باسم الجامعة، بإرسال جميع التعديلات التي ستجرى على البرامج إلى كلّ الشركات التي شاركت في تقديم اقتراحات تطويرها. وأكّد أننا سنتعاون معًا ليحظى الطالب الذي يتابع دراسته بوقت أكبر للتعلّم داخل المصنع، أي في قلب سوق العمل، فضلًا عن تحديد مشاريع بحثية للطلاب تنطلق من احتياجات هذا السوق.

وفي كلمة مقتضبة، رحّب رئيس الجامعة الأب البروفسور جوزف مكرزل بأعضاء اللجان الاستشارية الصناعية، مؤكدًا أن حضورهم يمثل نموذجًا حيًّا للنضال والعمل من أجل المستقبل، قائلًا: أنتم مناضلون حقيقيون، أنتم ما تبقى من الذين يستمرون في بناء هذا البلد بإيمان أنه يمكن أن نبقى، نعمل، نحلم، ونكبر. شكرًا لكم رغم كل التحديات والظروف المحيطة.

وأضاف: ما نبنيه معكم اليوم ليس مجرد شراكة بين جامعة ومؤسسات، بل شراكة مجتمعية حقيقية تهدف أولًا إلى بناء الإنسان، ومن ثم بناء الوطن. أنتم تضعون حجر الأساس لغد أفضل، غد ترتقي فيه الجامعات والصناعة معًا، خدمة للمجتمع والجيل القادم.