اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
في زمن يمتلئ بصرخات النساء، يمر وجع آخر بصمت لا يسمعه أحد…
وجع تمارسه امرأة على امرأة.
وجع لا توثقه تقارير، ولا يحكى في جلسات الدعم، لأنه لا يشبه العنف الذي نتعلم كيف نواجهه.
إنه العنف الذي يضرب الروح… حين تأتي الضربة من يدٍ كان يفترض أن تكون يدا تشبه يدك.
كم مرة فقدت امرأة ثقتها بنفسها بسبب نقد لاذع من امرأة أخرى؟
كم مرة انكسرت لأن امرأة فضلت إقصاءها بدل دعمها؟
وكم مرة شعرت بأن التضامن الذي نحب أن نتغنى به… يتحول في بعض اللحظات إلى معركة خفية بين النساء أنفسهن؟
هذا النوع من العنف هو الأكثر خطورة لأنه يمارس من داخل الأسرة الاجتماعية، من داخل المؤسسات النسائية، ومن داخل دوائر العمل. هو العنف الذي يخفي نفسه خلف كلمة، نظرة، موقف، منافسة، أو تهميش.
أين يبدأ هذا العنف؟
يبدأ حين تضيق الحياة:
حين تتراجع الخدمات، حين تصبح الفرص قليلة، حين تقسو الظروف الاقتصادية،
وحين تترك النساء في المخيمات — خصوصا في لبنان — بين مسؤوليات كبيرة وإمكانات قليلة.
حتى المؤسسات النسائية تشعر بهذا الضغط.
فالمرأة المسؤولة — مهما كانت قوية — تجد نفسها وسط توتر، خلاف، انتقاد، ومنافسة لا تشبه أهداف العمل النسوي.
وتصبح العلاقات بين النساء مجالا للعنف النفسي، بدل أن تكون مساحة للأمان.
وهنا يأتي دور الأونروا…
لا لأنّها مركز الموضوع، بل لأن تقلص خدماتها جعل الاحتياجات أكبر، والخيارات أقل، والضغط على النساء مضاعفا.
لكن هذا مجرد عامل واحد من عوامل كثيرة، وليس محور المقال.
أشكال العنف بين النساء
عنف نفسي:
كلمة جارحة، سخرية، تحقير، تقليل من الجهد، أو تصيد للأخطاء.
عنف اجتماعي:
إقصاء من مجموعة، نشر إشاعة، تحريض، أو خلق صورة سلبية حول امرأة معينة.
عنف مهني:
عرقلة فرصة، تخفيض دور، إخفاء معلومة، أو منافسة لا أخلاقية.
هذا العنف لا يترك كدمات على الجسد…
بل كدمات على القلب.
ولماذا يحدث؟
لأن المرأة نفسها تعيش ضغوطا هائلة.
لأن المجتمع يضعها تحت مجهر التوقعات والمقارنات.
لأن الظروف الاقتصادية والسياسية تنهكها.
ولأنها — في كثير من الأحيان — لا تجد مساحة للبوح أو للتنفيس.
ولأن الصراع على الاعتراف والنجاح، في بيئة ضيقة، قد يتحول إلى صراع مؤذ بين النساء.
العنف والمشاركة السياسية للنساء
حين تنسحب النساء من المشاركة السياسية، أو لا تعطى لهن المساحات الكافية، يعاد إنتاج العنف بأشكال أخرى.
المشاركة السياسية ليست مجرد مناصب أو لجان…
هي صوت، تأثير، قدرة على تغيير الثقافة السائدة.
فغياب النساء عن مراكز القرار يضعف فرصهن في صياغة سياسات تحميهن، وفي تشكيل بيئات عمل عادلة، وفي بناء مساحات نسائية صحية بعيدا من التنافس المؤذي.
إن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة هو أحد أقوى أدوات مكافحة العنف — بما فيه العنف الذي يمارس بين النساء أنفسهن.
المرأة التي تمتلك صوتا، تميل إلى رفع النساء معها لا دفعهن للأسفل.
والمرأة التي تشارك في الحياة العامة، تتعلم أن قوتها ليست في إسقاط أخرى…
بل في أن تقف معها على نفس الأرض.
كيف نكسر الدائرة؟
نحتاج إلى ثقافة دعم لا ثقافة منافسة.
نحتاج إلى توعية داخل المؤسسات النسائية، وبين النساء العاملات والناشطات.
نحتاج إلى تربية بناتنا على التعاون لا الإقصاء.
نحتاج إلى برامج تمنع العنف النفسي والاجتماعي، مثلما نواجه العنف الجسدي تماما.
ونحتاج الأهم: أن نسمي هذا العنف باسمه… ونرفضه، مهما كان مصدره.
في حملة الـ16 يوم، آن الأوان أن نقول الحقيقة كما هي:
أقسى ما قد تتعرض له امرأة… هو أن تجرح من امرأة مثلها.
وأجمل ما قد تناله… هو أن تجد امرأة تقف معها، تحميها، وتفتح لها الباب بدل أن تغلقه.
نحن لسنا خصوما.
لسنا منافسات في ساحة ضيقة.
نحن سلسلة… إذا انكسرت حلقة فيها، تسقط السلسلة كلها.
فلنكتب بداية جديدة…
حيث تقف النساء جنبا إلى جنب،
وحيث يتحول الألم إلى تضامن،
والتجربة إلى قوة،
والوجع الصامت… إلى صوت لا يمكن للعالم تجاهله.











































































