اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
أوضح وزير الخارجية الأوكرانية أندريه سيبيها أن الوضع على الجبهة كان ولا يزال متوتراً ومعقداً. يومياً، تواجه القوات الأوكرانية هجمات روسية عنيفة، وتواصل الدفاع عن خطوط الجبهة أمام تفوق عددي للقوات المعادية. ومع ذلك، ورغم الجهود والموارد الهائلة التي تبذلها روسيا، لم تتمكن من اختراق الجبهة أو تحقيق أي نجاح استراتيجي في أي من المحاور.
ولفت إلى أن الافتراض العام بأن روسيا تفوز في الحرب هو افتراض خاطئ. وهو قائم على توجه شائع بين بعض المحللين الأجانب الذين يستهينون بأوكرانيا ويبالغون في تقدير روسيا. وقد أثبت هذا النهج خطأه مراراً، ومع ذلك، لا يزال بعض المعلقين يقعون في نفس الفخ. في الواقع، فإن الهجمات الروسية خلال العام الماضي وخلال شتاء هذا العام فقدت معظم زخمها. وقد تمكنت أوكرانيا إلى حد كبير من تثبيت خط الجبهة واستعادت بعض الأراضي، خصوصاً قرب بوكروفسك ومناطق أخرى.
واضاف: روسيا تحقق تقدماً ضئيلاً للغاية مقابل تكاليف بشرية فادحة في بعض القطاعات، حيث تفقد أكثر من ألف جندي بين قتيل وجريح يومياً. إنها أكثر الأمتار دمويةً التي يتم الاستيلاء عليها في التاريخ الحديث.وقد بلغت خسائر روسيا حداً أجبر الكرملين على طلب الدعم من النظام الكوري الشمالي. حيث شارك أكثر من 12,000 جندي كوري شمالي في القتال بمنطقة كورسك، واستخدموا كموارد بشرية رخيصة ومستهلكة.كانت روسيا تخطط لاستعادة منطقة كورسك خلال بضعة أشهر، لكنها فشلت في ذلك منذ ما يقرب من تسعة أشهر. ووفقاً لوتيرة التقدم الحالية في منطقة دونيتسك، ستحتاج موسكو إلى سنوات عديدة للسيطرة عليها بالكامل.وبينما نركز على الأحداث الجارية، يجب ألا نغفل الصورة العامة، التي تُظهر أن الغزو الروسي الشامل كان كارثة كاملة. لقد خططت موسكو لشن هجوم خاطف بهدف تدمير أوكرانيا وإسقاط قيادتها خلال أيام معدودة.ولكن خلال ثلاث سنوات، فقدت روسيا أكثر من 950,000 جندي بين قتيل وجريح، ولم تتمكن منذ غزو عام 2022 من السيطرة على أي مركز إقليمي جديد في أوكرانيا. وكان الاستثناء الوحيد هو مدينة خيرسون، التي حررتها أوكرانيا عام 2022 إلى جانب أكثر من نصف الأراضي المحتلة.
وتابع: أوكرانيا قامت بتوسيع صناعتها الدفاعية بمعدل ستة أضعاف، وأصبحت تؤمن حوالي 40% من احتياجاتها العسكرية ذاتياً. وتنتج أوكرانيا 95% من الطائرات المسيرة المستخدمة، والتي دمرت 77,000 هدف روسي على الجبهة خلال شهر مارس 2025 وحده، أي بزيادة 10% عن شهر فبراير، مع استمرار تصاعد قوة الطائرات المسيرة الأوكرانية أسبوعاً بعد أسبوع. وبشكل عام، يتم تدمير ما يصل إلى ثلاثة أرباع الأهداف على الجبهة بواسطة الطائرات المسيرة.أوكرانيا تريد السلام أكثر من أي طرف آخر في العالم. لم نكن نرغب يوماً في هذه الحرب، ونتطلع إلى إنهائها في أسرع وقت ممكن. ونحن نعمل بجد مع شركائنا الدوليين من أجل تحقيق السلام.ويجب أن يستند هذا المسار إلى معلومات دقيقة وتقديرات واقعية. وندعو إلى زيادة الضغط على روسيا وتعزيز موقف أوكرانيا بشكل واضح، من أجل حرمان موسكو من أي أوهام بإمكانية قلب موازين الحرب لصالحها. فمثل هذه الإجراءات ستجبر الكرملين على التفكير جدياً في إنهاء الحرب بدلاً من توسيعها.