اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
بيروت - زينة طباره
قال وزير الخارجية السابق فارس بويز في حديث إلى «الأنباء» انه «صحيح ان مواقف وتصريحات الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان التي أطلقها خلال وبعد لقائه المسؤولين اللبنانيين أتت معتدلة وإيجابية، إلا أنها لم تكن تنم عن قناعاته الخاصة والشخصية بقدر ما أتت معبرة عن جوهر السياسة الاميركية تجاه لبنان والمنطقة. وإذا كان باراك قد حاول عبر ممارسته الديبلوماسية الهادئة والرصينة تصحيح أسلوب سلفه نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس الذي تميز بالحدة، يبقى جوهر كلامه الذي وصف بالإيجابي مرآة تعكس حقيقة التوجه الأميركي ليس إلا».
وأضاف: «أتى باراك وفي جعبته رسالة واحدة يتيمة ألا وهي مطالبة لبنان بوضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي من جنوب وشمال نهر الليطاني ومن كامل الأراضي اللبنانية، وحل المؤسسات المالية والاقتصادية والاجتماعية العائدة للمقاومة، وذلك من دون تقديم ضمانات سواء بانسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمس في جنوب لبنان، أم بوقف استهداف المسيرات الإسرائيلية للمناطق اللبنانية وللبنانيين مدنيين عزل، أم أقله بالإفراج عن المساعدات الدولية للبنان لإعادة إعمار ما هدمته الآلة العسكرية الإسرائيلية».
وتابع: «تلقى باراك مقابل رسالته كلاما مبهما من الدولة اللبنانية بحيث ردته الأخيرة إلى ما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري عن حصرية السلاح بيد الدولة دون التطرق إلى كيفية وتوقيت التطبيق والاجهاز، إضافة إلى اطلاعه من قبل قيادة الجيش على ما أنجزه الجيش اللبناني جنوب الليطاني في موضوع سحب السلاح وتفكيك القواعد والمنشآت العسكرية. وهذا يعني أن زيارة باراك للبنان انطوت فقط على لقاءات غير منتجة، بما يؤكد ان المراوحة في موضوع سحب السلاح باقية على حالها سيدة المواقف والأحكام».
وردا على سؤال قال بويز: «الحرب الإسرائيلية في المنطقة لم تنته بعد، خصوصا أن مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة، ينطوي على تحقيق انتصارات تاريخية تضمن مستقبل إسرائيل وأمنها واستقرارها، أبرزها القضاء على القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائي، ولا يبدو أقله حتى الساعة ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب متحمس رغم قدرته وقوته ونفوذه، للجمه والحد من عدائيته، الأمر الذي يفسر ويوضح خلفية عدم تضمين رسالة باراك للبنان ضمانات بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووقف اعتداءاتها على لبنان واللبنانيين مقابل سحب السلاح».
وبناء على ما تقدم خلص بويز إلى القول: «الإصلاحات التي وعدت بها حكومة الرئيس نواف سلام لا يمكن إنجازها في ظل المشاكل المفصلية والأساسية الكبرى، لأن الحلول الصغرى غالبا ما تنبت على جذور الحلول الكبرى كالمساعدات الدولية، ومساعدة البنك وصندوق النقد الدوليين، ودعم الجيش تسليحا وعتادا ورواتب عسكريين، فما بالك وحكومة الرئيس سلام لم تعط لا من قبل الأميركي ولا من قبل الأوروبي ما يمكنها على اجتراح المعجزات في الداخل اللبناني، باستثناء عدد من التعيينات والتشكيلات والمناقلات على اختلاف أنواعها ودرجاتها. وهذا يعني أن المطلوب أميركيا وغربيا من العهد والحكومة والجيش، كل شيء، مقابل حرمانهم من كل شيء، معادلة تعجيزية قوامها مكانك راوح».