غموض يلفّ مصير وفد "حماس" في الدوحة وسط موجة إدانات دولية

أثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدًا من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة موجة تنديدات دولية واسعة، وسط حالة من الصدمة والقلق من توسع دائرة الصراع خارج حدود الأراضي الفلسطينية. الحادث، الذي لم تؤكده حتى الآن مصادر رسمية بشكل قاطع، خلّف حالة من الغموض الشديد، خاصة مع تضارب الروايات حول تفاصيل الاستهداف ومصير قادة حماس المعنيين.

تضارب في المعلومات حول مصير “وفد حماس”

في السياق، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن خالد مشعل ليس من بين قتلى حماس، مشيرة إلى أنه لم يكن حاضراً في الاجتماع المستهدف بالدوحة. فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوجود تقديرات باغتيال وفد حماس في العاصمة القطرية.

وقال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة إنّ الوفد القيادي للحركة برئاسة خليل الحية نجا من محاولة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء.

وأوضح المصدر أنّ غارة إسرائيلية استهدفت الوفد القيادي لحماس في الدوحة أثناء اجتماعه لمناقشة المقترح الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفادت وسائل إعلام قطرية، اليوم الثلاثاء، بـ”نجاة وفد حماس في قطر من الغارة الإسرائيلية بمن فيهم خليل الحية”.

بالمقابل، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن “تقديرات أمنية متزايدة تشير إلى نجاح الهجوم على قادة حماس في قطر”.

وكانت قد هزّت انفجارات عدة العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء، وترافق ذلك مع تصاعد دخان في سماء حي كتارا.

ونقلت شبكة “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الانفجار ناجم عن عملية اغتيال استهدفت قياديين في حركة حماس، موضحًا أن الهجوم استهدف وفد الحركة المفاوض.

نتنياهو: الهجوم على قادة “حماس” في الدوحة عملية مستقلة

بدوره، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منصة “إكس” أن الهجوم الذي استهدف كبار قادة حركة “حماس” في الدوحة هو “عملية إسرائيلية مستقلة تماماً”.

وأكد المكتب أن إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم ونفذته وتتحمل المسؤولية الكاملة عنه.

إدانات دولية

وقد أثار الهجوم المزعوم تنديدات دولية واسعة، حيث أعربت عدة دول ومنظمات عن قلقها البالغ من انتهاك سيادة دولة قطر، محذّرة من تصعيد خطير قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

فقد أدانت المملكة العربية السعودية “الاعتداء الإسرائيلي على سيادة دولة قطر”. وأكدت السعودية أنها ستضع كامل إمكانياتها لمساندة قطر في أي إجراء تتخذه ردًا على هذا الاعتداء.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الإماراتية بأشد العبارات 'الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف دولة قطر الشقيقة'. وأكد وزير الخارجية الإماراتي أنّ دولة الإمارات تقف تضامناً كاملاً مع قطر في مواجهة هذا الاعتداء.

في حين اعتبرت إيران أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة يشكّل تطورًا خطيرًا وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، منددةً بالاعتداء الذي أودى بحياة قيادات من الحركة.

من جهتها أدانت وزارة الخارجية الاردنية، بأشدّ العبارات، القصف الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافرًا على سيادة قطر الشقيقة وأمنها.

وأكّد المتحدث الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الإسرائيلي المرفوض الذي يُعدّ انتهاكًا لسيادة دولة عربية، وتصعيدًا استفزازيًّا خطيرًا غير مقبول، يدفع المنطقة نحو مزيد من العنف والصراع ويهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

وجدّد المجالي التأكيد على وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع قطر الشقيقة واستقرارها وسلامة أراضيها ومواطنيها، ودعمها لأيّ إجراءات تتخذها لحماية أمنها وسيادتها.

وطالب المجالي المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف تصعيدها الخطير في المنطقة واعتداءاتها المتواصلة على دول عربية، والالتزام بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقرارات الشرعية الدولية.

كما اعتبر البابا ليو الرابع عشر أن الوضع برمته بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة “خطير للغاية”.

في حين دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما وصفه بـ'الانتهاك الصارخ لسيادة قطر' بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس الفلسطينية في الدوحة.

وقال للصحافيين: 'وصلتنا أنباء عن الهجمات الإسرائيلية في قطر، الدولة التي لعبت دورا إيجابيا للغاية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن، أدين هذا الانتهاك الصارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها'.