اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
قهرمان مصطفى
بينما تُدار خلف الكواليس مفاوضات أمريكية إيرانية غير مسبوقة، تلوح فرصة نادرة في أفق الشرق الأوسط؛ فرصة لإعادة رسم معادلات القوة، وتحديد ملامح استقرار طويل الأمد طالما بدا بعيد المنال.
والمفارقة أن هذه التحركات لا تأتي من داخل المنطقة، بل من خارجها، فيما تقف الدول العربية، وعلى رأسها الخليج، أمام خيار مصيري: إما الانخراط الفاعل أو التهميش المتجدد.
المفاوضات الجارية قد لا تُنهي التوتر بين واشنطن وطهران فحسب، بل تفتح الباب أمام مقاربة جديدة تُخفف حدة الصراعات الإقليمية، وتُقوّض الذرائع التي تبرر بها إسرائيل سلوكها العدواني. لذا، من مصلحة دول الخليج أن تتفاعل مع هذه اللحظة بوعي استراتيجي، لا بخوف غريزي من التغيير.
بدلاً من القلق من انفتاح أمريكي على إيران، ينبغي للدول العربية أن تراه كنافذة لتعزيز أمن الخليج، واحتواء الأزمات في اليمن والعراق ولبنان، وتحويل التركيز من المواجهة العسكرية إلى التنمية الاقتصادية؛ فهذه التحولات لن تحدث تلقائياً، بل تتطلب مبادرة عربية واعية، تستثمر في الحوار وتستعين بوسطاء ذوي خبرة كعُمان وقطر.
في المقابل، لا يمكن التغاضي عن الدور التخريبي لإسرائيل، التي طالما عطلت فرص التهدئة بإجراءات أحادية، من ضربات عسكرية إلى دفع باتجاه العقوبات.
وعليه فإن المفاوضات الأمريكية مع إيران قد تُضعف هذه الاستراتيجية، بشرط وجود موقف عربي يحوّل الضغط الدبلوماسي إلى عامل ضبط إقليمي.
الخليج اليوم أمام فرصة نادرة لصياغة دور جديد: لا كمجرد حليف لواشنطن أو خصم لإيران، بل كقوة مبادرة تُعيد ضبط التوازنات بما يخدم استقرارها الداخلي وتنميتها المستقبلية.
لحظة التحول قريبة، والمطلوب الآن ألا يكون العرب مجرد شهود عليها.