اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
تدرس إسرائيل خيارات متعدّدة لتدمير منشأة 'فوردو' الإيرانية المحصّنة لتخصيب اليورانيوم، في حال قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم التدخل عسكريًا في الصراع بين البلدين.
وحسب تقرير لشبكة 'فوكس نيوز' الأميركية، يتضمّن أحد الخيارات الاعتماد على قوات النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي من الوحدة 5101، المعروفة باسم 'شالداغ'، التي تعني بالعبرية 'طائر الرفراف'، وهو طائر معروف بالغوص تحت الماء للعثور على فريسته.
وفي أيلول الماضي، دخل أعضاء من هذه الوحدة مصنع صواريخ تحت الأرض تستخدمه إيران في سوريا، في عمليةٍ مباغتةٍ.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، لـ'فوكس نيوز': 'كان هناك موقع يشبه فوردو، وعلى الرغم من صغر حجمه فإنّه أنتج صواريخ باليستية متطوّرة ودقيقة باستخدام تكنولوجيا إيرانية، بالإضافة إلى أموال إيرانية'.
وكانت إسرائيل هاجمت الموقع السوري السرّي جوًّا مرات عدة لكنها لم تتمكن من تدميره، حتى دخله جنود من وحدة 'شالداغ' في جنح الظلام وبغطاء من الغارات الجوية التمويهية، وزرعوا فيه متفجرات ثم دُمر عن بعد.
ومثل مجمع 'فوردو' الذي تحصنه الجبال جنوبي طهران، كان الموقع السوري على عمق 90 مترًا تحت الأرض.
وقال يادلين: 'تولى سلاح الجو حماية الجنود المحيطين، ودخلت وحدة شالداغ واختفى المكان تمامًا'.
وأضاف: 'كل من يريد إنهاء الحرب سريعًا عليه أن يجد طريقة للتعامل مع فوردو. في رأيي مهاجمة فوردو ستؤدي إلى تخفيف حدة الحرب وإنهائها'.
وفي وقت سابق، أشار الرئيس ترامب إلى أن إسرائيل لن تتمكن من تدمير منشأة 'فوردو' بمفردها.
وتابع في حديثه للصحافيين: 'قدرتهم محدودة للغاية. يمكنهم اختراق جزء صغير لكنهم لا يستطيعون التوغل عميقًا. ليست لديهم هذه القدرة'.
وتعتبر المنشأة على نطاق واسع بعيدة عن متناول القنابل، باستثناء 'القنابل الخارقة للتحصينات' التي تمتلكها وتستطيع إطلاقها الولايات المتحدة حصرًا.
وعندما سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على تدمير منشأة 'فوردو' من دون قاذفات 'بي 2' والقنابل الخارقة للتحصينات الأميركية، قال لـ'فوكس نيوز'، الأحد الماضي: 'لدينا أيضًا عدد لا بأس به من الشركات الناشئة، والعديد من الخطط السرية، ولا أعتقد أنه ينبغي عليّ الخوض في هذا الأمر'.
وتقع منشأة 'فوردو' النووية، التي تُعد من أكثر المواقع تحصينًا في البنية التحتية النووية الإيرانية، في قلب جبل صخري قرب مدينة قم، وعلى عمق يصل إلى نحو 90 مترًا تحت الأرض.
وهذه المنشأة، التي كان يُحظر على إيران بموجب اتفاق 2015 استخدامها لأغراض التخصيب، أصبحت اليوم تنتج الجزء الأكبر من اليورانيوم الإيراني المخصّب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة تقترب تقنيًا من المستوى المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.
ويشكل موقع 'فوردو' تحديًا كبيرًا لأي عملية عسكرية تستهدف البرنامج النووي الإيراني. ولا تمتلك إسرائيل، على الرغم من قدراتها الجوية، الوسائل اللازمة لاختراق عمق التحصينات الجبلية المحيطة بالموقع.
ويعتقد محللون عسكريون أن إسرائيل قد تحتاج إلى مساعدة عسكرية أميركية لتدمير محطة 'فوردو'.
وتعد الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات ثالثة في المنطقة، الدولة الوحيدة التي تملك قنبلة 'جي بي يو-57' القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة في عمق الأرض، في 'فوردو'.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، ذكر مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لـ'رويترز' أن الدعم العسكري الأميركي ضروري لتدمير منشأة 'فوردو'. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن المنشأة النووية الإيرانية في 'فوردو'، حيث تمّ حفر موقع التخصيب في جبل، هي مشكلة ستُحل 'بالطبع'.
وكانت 'فوردو' قد أنتجت 166.6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة في الربع الأخير. ووفقًا لمقياس 'الوكالة الدولية للطاقة الذرية'، فإنّ ذلك يكفي من حيث المبدأ، إذا ما جرى تخصيبه بدرجةٍ أكبر، لأقل من أربعة أسلحة نووية بقليل، مقارنةً بنحو 19.2 كيلوغرامًا في محطة تخصيب الوقود النووي التجريبية، أي أقل من نصف الكمية اللازمة لقنبلة.
وتتمتع منشأة 'فوردو' بأهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي وتحصيناتها الطبيعية. وهي مُحاطة بشبكة دفاع جوي قوية تضم منظومات مثل 'باور 373″ الإيرانية و'إس 300' الروسية، المنتشرة في محيط مدينة قم، بالإضافة إلى منظومات رادارية متقدمة، لكنَّ هذه القدرات تراجعت بشكل كبير جرّاء الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وكذلك الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدفاعات الجوية الإيرانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إلى جانب الدفاعات الجوية، تنتشر في محيط الموقع وحدات من 'الحرس الثوري' الإيراني، وقوات التعبئة (الباسيج)، التي توفر حمايةً مباشرةً من الهجمات البرية أو الإنزالات الخاصة.
كما تُستخدم المنطقة المحيطة، بما في ذلك شبكة الطرق والجسور، لنقل المعدات والدعم اللوجيستي بشكل مستمر.