اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
تبدأ رسمياً حبرية البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأحد 18 أيار، من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث تُقام عند الساعة العاشرة صباحاً رتبة التولية، وهي الاحتفال الليتورجي الذي يعلن فيه بدء الخدمة البطرسية لأسقف روما، خليفة القديس بطرس. وبذلك، يتسلّم البابا الجديد رسمياً دفة القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية حول العالم، خلفاً للبابا فرنسيس.
في العصور السابقة، كانت حبرية البابا تُفتتح عبر ما يُعرف بـ'التتويج البابوي'، وهو طقس يتضمن وضع التاج الثلاثي على رأس الحبر الأعظم بإشارة إلى سلطته الروحية والزمنية معاً. استمر هذا التقليد حتى حبرية البابا بولس السادس، الذي كان آخر من تُوّج عام 1963، وقد قرّر في ما بعد وضع التاج الثلاثي على المذبح أثناء القداس كخطوة أولى للتخلي عنه.
منذ ذلك الحين، تمت الاستعاضة عن التتويج بـ 'رتبة التولية' أو بقداس بدء الحبرية، وهو قداس احتفالي يتسلم خلاله البابا الرموز الأساسية لولايته.
من الباليوم إلى خاتم الصياد
في بداية الرتبة، يوضع الباليوم حول العنق أي على كتفي البابا الجديد، وهو وشاح من الصوف الأبيض المصنوع من صوف الحملان، مطرز عليه صلبان، يُرمز به إلى حمل المسيح، الراعي الصالح، خروفه على كتفيه. وكأن البابا، وهو الراعي الأعلى، يحمل خرافه، أي المؤمنين، تمامًا كما فعل المسيح.
بعد ذلك، يتقدّم عميد مجمع الكرادلة ويلبسه خاتم الصياد، المصنوع خصيصاً لكل حبر جديد، ويحمل صورة القديس بطرس وهو يُلقي الشبكة من القارب. يرمز الخاتم إلى السلطة البابوية كخليفة لبطرس، الصياد الذي دعاه المسيح ليكون 'صياداً للناس'.
ثم تأتي تأدية الطاعة، حيث يقترب بعض الكرادلة ممثلين عن الكنيسة جمعاء ليعلنوا ولاءهم وطاعتهم للحبر الجديد.
العظة المنتظرة: خارطة الطريق واسمه وشعاره
من أبرز اللحظات المنتظرة خلال القداس، هي العظة، والتي من المتوقع أن تتضمّن الخطوط العريضة وخارطة الطريق لحبريته. كما سيتناول خلالها سبب اختياره اسم 'لاوون' وما يحمل هذا الاسم من دلائل على وسع التاريخ الكنسي، من البابا لاوون الأول والملقب بالكبير إلى يومنا هذا.
كما سيشرح شعاره البابوي الذي يضم زهرة الزنبق البيضاء على خلفية زرقاء، رمزاً للنقاء والبراءة المريمية، وقلباً مقدساً مطعوناً مستقراً فوق كتاب مغلق، ما يشير إلى دعوة البابا إلى كنيسة مريمية، مرسلة، وجذرية في التزامها بخدمة الإنسان وكشف حقيقة الإنجيل بعمق.
فترة انتقالية في الكوريا الرومانية
من التقاليد الكنسية أنه عند انتخاب بابا جديد، تُعتبر كل المناصب في الكوريا الرومانية شاغرة، ويصبح الكرادلة والمسؤولون في مواقعهم بحكم المستقيلين إلى حين أن يقرر البابا إما تثبيتهم أو تعيين غيرهم. وفي خطوة لافتة، قرر البابا لاوون الرابع عشر إبقاء جميع المسؤولين في مناصبهم موقتًا، كي يتسنى له التأمل والتفكير والتشاور بعمق قبل اتخاذ قرارات مستقبلية تتعلق بإعادة هيكلة أو تثبيت أو استبدال.
بداية... نظر الجميع عليها
مع تولية البابا لاوون الرابع عشر، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. مرحلة يُنتظر منها تحوّلات، ليس فقط في الشكل، بل في العمق. فالعالم يتغير، والكنيسة مدعوة لأن تعيد قراءة حضورها، لا فقط من منطلق تقليدها، بل أيضاً من خلال حاجات الناس وأسئلتهم المعاصرة.
التحديات كثيرة، والتوقعات مرتفعة. لكن الأهم يبقى في قدرة الكنيسة على أن تُشبه تعليمها، أن تعبّر من خلال قراراتها ومواقفها عن تلك القيم التي طالما بشّرت بها: الشفافية والرحمة، والعدل، والصدق، وخدمة الإنسان.
لا يُنتظر من هذه الحبرية أن تغيّر كل شيء، لكن يمكن أن تُشكّل خطوة نحو بناء ثقة جديدة، وتجديد روح الانفتاح والإصغاء، في زمن تتعطّش فيه المجتمعات إلى مؤسسات تحمي الإيمان بصدقها قبل سلطتها.
Subscribe to our kataeb.org Youtube Channel