الشرمان يكتب: الأردن الأرض التي تمشي فوقها الأجساد وتحملها القلوب

مدار الساعة - كتب: زهير الشرمان - ثمة ايام لا تنقضي بمرورها بل تبدا معنا كل عام في صباح الخامس والعشرين من ايار عام 1946 لا تمر اللحظة كغيرها من ايام السنة، بل كانت بوابة كرامة ويوم بكى فيه الوطن فرحا حين استعاد قراره ورفع راسه عاليا بين الامم معلنا ميلاد استقلاله. ذلك اليوم لم يكن مجرد انسحاب لقوة استعمارية، بل كان تتويجا لمسيرة نضال جرئية بالصوت عظيمة بالفعل،انه نضال الفقراء الذين كانوا يزرعون الامل في التلال، والمعلمين الذين كانوا يغرسون الولاء في الابجدية، والجنود الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم دون ان يطلبوا مقابلا.استقلال الاردن لم يولد من فراغ، بل من رحم التضحيات الشعبية ومن حناجر امنت ان الوطن يستحق ان يولد حرا او لا يولد،هو ثمرة صبر طويل ونفس عربي اردني اصيل لم يقبل ان يكون تابعا ولا ظلا في حضرة احد.وفي هذا اليوم لا نحيي المناسبة فقط، بل نحيي ذاكرة الذين بنوا قبل ان يحلموا وضحوا قبل ان يصفق لهم احد، نحيي الامهات اللواتي ودعن ابناءهن نحو المجهول ليعود الوطن معلوما، والاباء الذين فضلوا لقمة العزة على موائد الذل.ونحيي على وجه الخصوص ذكرى القائد الباني جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، الذي حمل شعلة الاستقلال بيده وحمل هم الوطن في قلبه وسار بالاردن وسط التحديات والاعاصير نحو بر الامان.كان الاستقلال في عهده نبتة نمت في تربة الكرامة وسقيت بماء الحكمة ومعول اليقين.واليوم يكمل المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حارس الارث ووريث الامانة الذي ما انفك يؤمن ان الاردن لا يقاس بحجمه بل بعزيمة شعبه، وان حماية الاستقلال لا تكون بالكلمات بل باصلاح حقيقي وتنمية عادلة وعدالة لا تجامل.استقلالنا ليس نشيدا نغنيه، بل قصة نرويها لاطفالنا كل مساء، لنقول لهم ان هذه الارض دفعت اثمانها بالتضحيات لا بالمزاودات، وبالعرق لا بالشعارات، وبالافعال المخلصة لا بالدعايات الإعلامية.نعم، هي الارض التي تمشي فوقها الأجساد ولكن تحملها القلوب.الوطن لا يختزل في يوم نحتفل به فقط، بل في كل لحظة نختار فيها ان نكون اوفياء له بصمت او بكلمة بموقف او بتضحية، الوطن هو حين تخجل ان تمد يدك لما ليس لك، لانك تدرك ان التراب الذي يراك هو ذاته الممزوج بدم الشهداء وارجوان التضحيات.هو حين ترفض ان تصفق للباطل ولو صفق له الجميعهو حين تبني حتى لو حاولوا ان يهدموا، وان تثبت على الصدق حتى لو كذبوا، وان تبقى مضيئا ولو كنت وحدك في العتمة.فالوطن لا يحتاج منا زينة مؤقتة فقط، وان كانت فرحة جميلة وضرورية، بل يحتاج الى قلوب نقية تؤمن ان الاستقلال الحقيقي هو ان نبقى احرارا من الداخل مهما اثقلت الايام ظهورنا.وفي لحظة الاحتفال ورفع الرايات لا بد ان نغمض اعيننا للحظة ونصغي لصوت الوطن القادم من عبق تضحيات الاباء والاجداد ذاك الصوت الذي ينبض من اعماق القلب يدعونا الى تعظيم الانجاز وان نكون اوفياء لمن غرسوا بذور الكرامة في هذه الارض.فالوطن لا يختزل في نشيد او شعار، بل يختبر في كل موقف نختار فيه الحق على المصلحة،والعدل على المجاملة والانتماء الحقيقي على الادعاء ،ان تكون ابنا لهذا الوطن يعني ان تكون امينا على وجعه شريكا في حلمه لا عابرا في فرحه.في عيد الاستقلال، لنجعل من الاحتفال وعدا جديدا،وعدا بان نكون كما ارادنا الذين رحلوا وكما يحتاجنا الذين لم يولدوا بعد..كل عام والاردن العزيز، ارض الهاشميين وشعبه الوفي وقائد مسيرته جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين بالف خير.نسال الله ان يبقى الاردن حرا ابيا مستقلا شامخا في وجه الرياح، وسامقا في قلوب من احبوه باخلاص لا بمواسم،وان يظل رايته عالية في سماء الكرامة والعزة الى الابد.

مدار الساعة - كتب: زهير الشرمان - ثمة ايام لا تنقضي بمرورها بل تبدا معنا كل عام

ذلك اليوم لم يكن مجرد انسحاب لقوة استعمارية، بل كان تتويجا لمسيرة نضال جرئية بالصوت عظيمة بالفعل،

انه نضال الفقراء الذين كانوا يزرعون الامل في التلال، والمعلمين الذين كانوا يغرسون الولاء في الابجدية، والجنود الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم دون ان يطلبوا مقابلا.

استقلال الاردن لم يولد من فراغ، بل من رحم التضحيات الشعبية ومن حناجر امنت ان الوطن يستحق ان يولد حرا او لا يولد،هو ثمرة صبر طويل ونفس عربي اردني اصيل لم يقبل ان يكون تابعا ولا ظلا في حضرة احد.

وفي هذا اليوم لا نحيي المناسبة فقط، بل نحيي ذاكرة الذين بنوا قبل ان يحلموا وضحوا قبل ان يصفق لهم احد، نحيي الامهات اللواتي ودعن ابناءهن نحو المجهول ليعود الوطن معلوما، والاباء الذين فضلوا لقمة العزة على موائد الذل.

ونحيي على وجه الخصوص ذكرى القائد الباني جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، الذي حمل شعلة الاستقلال بيده وحمل هم الوطن في قلبه وسار بالاردن وسط التحديات والاعاصير نحو بر الامان.

كان الاستقلال في عهده نبتة نمت في تربة الكرامة وسقيت بماء الحكمة ومعول اليقين.

واليوم يكمل المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حارس الارث ووريث الامانة الذي ما انفك يؤمن ان الاردن لا يقاس بحجمه بل بعزيمة شعبه، وان حماية الاستقلال لا تكون بالكلمات بل باصلاح حقيقي وتنمية عادلة وعدالة لا تجامل.

استقلالنا ليس نشيدا نغنيه، بل قصة نرويها لاطفالنا كل مساء، لنقول لهم ان هذه الارض دفعت اثمانها بالتضحيات لا بالمزاودات، وبالعرق لا بالشعارات، وبالافعال المخلصة لا بالدعايات الإعلامية.

نعم، هي الارض التي تمشي فوقها الأجساد ولكن تحملها القلوب.

الوطن لا يختزل في يوم نحتفل به فقط، بل في كل لحظة نختار فيها ان نكون اوفياء له بصمت او بكلمة بموقف او بتضحية، الوطن هو حين تخجل ان تمد يدك لما ليس لك، لانك تدرك ان التراب الذي يراك هو ذاته الممزوج بدم الشهداء وارجوان التضحيات.

هو حين ترفض ان تصفق للباطل ولو صفق له الجميع

هو حين تبني حتى لو حاولوا ان يهدموا، وان تثبت على الصدق حتى لو كذبوا، وان تبقى مضيئا ولو كنت وحدك في العتمة.

فالوطن لا يحتاج منا زينة مؤقتة فقط، وان كانت فرحة جميلة وضرورية، بل يحتاج الى قلوب نقية تؤمن ان الاستقلال الحقيقي هو ان نبقى احرارا من الداخل مهما اثقلت الايام ظهورنا.

وفي لحظة الاحتفال ورفع الرايات لا بد ان نغمض اعيننا للحظة ونصغي لصوت الوطن القادم من عبق تضحيات الاباء والاجداد ذاك الصوت الذي ينبض من اعماق القلب يدعونا الى تعظيم الانجاز وان نكون اوفياء لمن غرسوا بذور الكرامة في هذه الارض.

فالوطن لا يختزل في نشيد او شعار، بل يختبر في كل موقف نختار فيه الحق على المصلحة،والعدل على المجاملة والانتماء الحقيقي على الادعاء ،ان تكون ابنا لهذا الوطن يعني ان تكون امينا على وجعه شريكا في حلمه لا عابرا في فرحه.

في عيد الاستقلال، لنجعل من الاحتفال وعدا جديدا،

وعدا بان نكون كما ارادنا الذين رحلوا وكما يحتاجنا الذين لم يولدوا بعد..

كل عام والاردن العزيز، ارض الهاشميين وشعبه الوفي وقائد مسيرته جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين بالف خير.

نسال الله ان يبقى الاردن حرا ابيا مستقلا شامخا في وجه الرياح، وسامقا في قلوب من احبوه باخلاص لا بمواسم،

وان يظل رايته عالية في سماء الكرامة والعزة الى الابد.