لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
في خطوة تمثل تحوّلاً كبيراً في التعامل مع فيروس كوفيد-19، أعلنت الحكومة الفيدرالية الأميركية منذ أيام عن تغييرات جذرية في طريقة تقييم وتوصية اللقاحات السنوية، ما يعكس تطوّراً في فهمنا للفيروس واستجابتنا له في مرحلة ما بعد الجائحة.
تحديثات مهمة على سياسة التلقيح
منذ عام 2023، أوصت الجهات الصحية الأميركية بالحصول على جرعة سنوية من لقاح كوفيد-19، مشابهة لآلية تحديث لقاح الإنفلونزا الموسمي. إلا أن التحديث الجديد يقضي بضرورة إجراء دراسات إضافية على فعالية اللقاحات الجديدة، ولكن فقط في مجموعات معينة من السكان.
لمن يعتبرون في دائرة الخطر المرتفع
بالنسبة للفئات الأكثر عرضة لتطوّر مضاعفات شديدة من كوفيد-19، مثل كبار السن أو من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو أمراض مزمنة كداء السكري والربو والاكتئاب وحتى قلّة النشاط البدني، فإن العملية لن تتغير كثيراً. ستستمر الجهات المختصة بالموافقة على اللقاح وفق البيانات المناعية المعتادة، ولن يُطلب من الشركات المصنعة إجراء دراسات إضافية كل عام. وبحسب الأطباء، فإن هذه الفئة واسعة للغاية وتشمل ما بين 100 إلى 200 مليون أميركي، وهي الفئة التي تحقق أفضل توازن بين الفائدة والمخاطر. ومع ذلك، ستظل شركات اللقاح مطالبة بمتابعة سلامة اللقاح بعد طرحه في الأسواق، كما قد تُطلب دراسات إضافية إذا طرأ تغيير جذري على الفيروس.
الأشخاص خارج دائرة الخطر
أما الأفراد الذين لا يُصنّفون ضمن الفئات عالية الخطورة، فستُفرض عليهم شروط أكثر صرامة للموافقة على الجرعات السنوية الجديدة. ستُلزم الشركات المنتجة بإجراء تجارب سريرية تستمر لستة أشهر تشمل الفئة العمرية بين 50 و64 عاماً، لقياس مدى فاعلية اللقاح في تقليل الأعراض، ودخول المستشفى، والوفيات مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح. قد يؤدي ذلك إلى رفع تكلفة تطوير اللقاح، وربما تُنقل هذه التكاليف للمستهلكين في النهاية.
اللقاح أم المناعة الطبيعية؟
بحلول أبريل 2025، لم يحصل سوى 23% من البالغين في الولايات المتحدة على الجرعة الأحدث من اللقاح، وهو ما يُعتبر مؤشراً على تراجع ثقة الناس باللقاحات الحالية. كما أن تكرار الإصابة بكوفيد-19 لدى العديد من الأشخاص قد وفّر لهم نوعاً من الحماية الطبيعية، ما يثير تساؤلات حول مدى ضرورة الجرعة السنوية في هذه الحالة. ولكن رغم غياب الدراسات المفصلة على هذه الفئات، فإن خبراء الصحة العامة يرون أن انخفاض معدلات دخول المستشفيات والوفيات يعكس دوراً إيجابياً للتطعيمات والمناعة المجتمعية المتراكمة.