اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - يرى عدد من أخصائيي الطب النفسي في جامعات مرموقة أن النظام الغذائي المعروف باسم 'الكيتو'، الذي يعتمد على تناول كميات عالية من الدهون مع تقليل الكربوهيدرات، قد يحمل فوائد ملموسة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية حادة، وفقاً لتقارير علمية متعددة نُشرت مؤخراً.
ويعتمد رأي الدكتور كريستوفر بالمر، أخصائي علم النفس في جامعة هارفارد، على فكرة أن السبب الجذري للعديد من الأمراض النفسية قد يكون مرتبطاً بخلل في التمثيل الغذائي للجسم، وليس فقط بنقص النواقل العصبية في الدماغ، وهي الفرضية التي تبناها في كتابه 'طاقة العقل' الصادر عام 2022.
وأشار بالمر إلى أن النظام الكيتوني استخدم سابقاً ضمن إطار الطب التقليدي لعلاج نوبات الصرع، فيما أظهرت تجارب حديثة أنه قد يُساهم أيضاً في التخفيف من أعراض الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الحاد والفصام، فضلاً عن تقليل الآثار الجانبية لبعض الأدوية النفسية.
وفي تجربة ميدانية بجامعة ستانفورد، خضعت مجموعة من المرضى المصابين باضطرابات عقلية وناتجة عن مشكلات في الأيض، لنظام الكيتو الغذائي على مدار أربعة أشهر. وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في حالتهم النفسية والجسدية، إلى جانب انخفاض في الوزن وتحسن مؤشرات التمثيل الغذائي.
بدورها، أجرت الطبيبة النفسية جورجيا إيدي تجربة مماثلة على 28 مريضاً في أحد مستشفيات فرنسا، رُصد خلالها تحسن الحالة النفسية لـ 43% من المشاركين، فيما تم تقليص جرعات العلاج الدوائي لـ 64% منهم في نهاية الدراسة.
وتشير إيدي إلى أن 'رجيم الكيتو لا يُعتمد كبديل مباشر للأدوية النفسية، بل يُنظر إليه كخيار تكميلي يعتمد على خصائص الفرد البيولوجية'، مؤكدة أن نتائجه قد تختلف من حالة إلى أخرى، وخاصة لدى المرضى الذين لا يمكنهم الالتزام بنظام منخفض الكربوهيدرات بسبب ظروف صحية أو وراثية.
وتعود جذور هذه المقاربة إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حين رصد الطبيب أبقراط أثر الصوم على مرضى الصرع، بينما أعلن طبيب الغدد الصماء راسيل وايلدر في عام 1921 عن نتائج مماثلة إثر تطبيق نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، استُخلص منها أن 'التغذية قد تلعب دوراً محورياً في دعم استقرار الجهاز العصبي'.
اقرأ ايضاً: