المجلس الاقتصادي والاجتماعي يبحث تعزيز الاستفادة من نتائج الجولة الملكية في جنوب وشرق آسيا

الوقائع الإخباري: - عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي، اليوم الخميس، جلسة حوارية حول مخرجات زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني التاريخية لعدد من دول جنوب وشرق آسيا.

وهدفت الجلسة التي شارك فيها عدد من ممثلي القطاع الاقتصادي إلى بلورة فهم مشترك ومعمق للفرص التي أتاحتها الجولة الملكية، وآليات متابعتها وكيفية تعظيم الاستفادة منها.

وأكد المشاركون في الجلسة أن الجولة الملكية فتحت آفاقا أوسع أمام الاقتصاد الوطني للاستفادة من تجارب هذه الدول في مجالات الاستثمار وفتح الأسواق أمام الصناعات الأردنية.

وقالوا إن الجولة منحت الاقتصاد الوطني فرصة استثنائية لتحقيق معدلات النمو المنشودة في رؤية التحديث الاقتصادي، وتوليد المزيد من فرص العمل، وتعزيز موقع الأردن الاستراتيجي كمركز إقليمي للتجارة.

وأشاروا إلى أن الجولة الملكية ركزت على مجالات حيوية ومهمة في تعزيز النمو الاقتصادي، منوهين الى أهمية تنويع الشراكات مع الدول التي شملتها الجولة الملكية.

وقالوا إن الزيارات الملكية تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن والدول التي شملتها الزيارة، سواء من خلال زيادة حجم الصادرات الأردنية إلى تلك الأسواق، أو من خلال توسيع حجم التبادل التجاري معها، إضافة إلى استقطاب الاستثمارات النوعية التي تمتاز بها تلك الاقتصادات المتقدمة، بما يسهم مباشرة في تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي.

وأكد وزير العمل الدكتور خالد البكار، أهمية الجولة الملكية في فتح آفاق واسعة للتعاون الاقتصادي مع الدول التي شملتها الزيارة، لافتا إلى متابعة الحكومة للزيارات الملكية من أجل تعظيم الاستفادة من هذه الزيارات.

وتطرق الى رؤية التحديث الاقتصادي ودور القطاع الخاص المهم والفاعل في تنفيذ ونجاح البرنامج التنفيذي للرؤية، منوها إلى ضرورة بناء قواعد بيانات بالشراكة مع القطاع تشمل جميع مكونات القطاع الاقتصادي بحيث تكون مرجعية رئيسية عند اتخاذ القرارات الاقتصادية.

وأشار إلى أهمية ربط مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، مؤكدا أن التطوير التكنولوجي العالمي المتسارع فرض واقع اقتصادي جديد مبني على المهارات وهو ما يتطلب منا مواكبة التطور التكنولوجي من خلال بناء برامج تعليمية تركز المهارات.

كما تطرق إلى الفروع الإنتاجية ودورها في توليد فرص عمل في مختلف المحافظات، موضحا أن عدد الفروع الإنتاجية وصل 34 فرعا وفرت آلاف فرص العمل.

ونوه البكار إلى الدعم الحكومي من أجل التشغيل ونافذة البرنامج الوطني للتشغيل وصندوق استثمار الضمان، مؤكدا دور القطاع الخاص في تحديد الاستثمارات المجدية اقتصاديا والمولدة لفرص العمل.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور موسى شتيوي، إن الزيارة الملكية الأخيرة لعدد من دول جنوب شرق آسيا وسعت آفاق التعاون مع هذه الدول، ووفرت فرصة استراتيجية لبناء شراكات واسعة في المجالات الاقتصادية المتعددة، وجذب واستقطاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية وإعادة تموضع الأردن بوصفه مركزا صناعيا وتجاريا يربط أسواق آسيا والشرق الأوسط والدول الغربية.

وقال ان الجولة شملت دولا عدة ذات مكانة اقتصادية عالمية مرموقة ركزت على العديد من القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية والمستهدفة ضمن سياقات رؤية التحديث الاقتصادي، مشيرا إلى أن اقتصاديات الدول التي شملتها الزيارة تتمتع بخصائص وامكانيات متنوعة مهمة يمكن للاقتصاد الأردني الإفادة منها في العديد من المجالات.

وتابع شتيوي، إن الانفتاح على دول شرق آسيا يمكن الأردن من الوصول إلى أسواق ضخمة واعدة، إذ تعد هذه الدول من أكبر الدول المستوردة عالميا، ما يمنح المنتجات الأردنية في قطاعات إمكانيات حقيقية للتوسع، وزيادة حجم الصادرات الأردنية الى تلك الدول، وجذب الاستثمارات للأردن وتفتح آفاقا جديدة لأسواق واعدة للصناعات الكيماوية والأسمدة وقطاع التعدين، وقطاع التكنولوجيا والخدمات الرقمية، وتتيح للشباب الأردني فرص تدريب وتطوير مهارات في بيئات تقنية متقدمة، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والتخزين الكهربائي، وتطوير شبكات النقل والموانئ والطرق الذكية، وقطاعات الدفاع والأمن والصناعات العسكرية.

وأشار إلى أن عقد الجلسة جاء تتبعا لخطى جلالة الملك التي تستنهض الهمم للبناء على نتائج هذه الزيارة، بهدف بلورة فهم مشترك ومعمق لهذه الفرص وآليات متابعتها، وكيفية تعظيم الاستفادة منها، إضافة لمناقشة التحديات والصعوبات التي يمكن مواجهتها وسبل التغلب عليها، في ضوء دعوة جلالة الملك الى ضرورة وضع خطة موحدة لتطوير مسار الاستثمار، وتعزيز دور وزارة الاستثمار بوصفها مرجعا أساسيا للسياسات الاستثمارية، وكذلك دعوة جلالته الى ضرورة الاستفادة من تجارب الصناديق السيادية في اندونيسيا وكازاخستان، بما يعزز نقل وتبادل الخبرات، ويسهم في دعم الاستراتيجيات الوطنية وتعظيم أثر المشروعات الكبرى.

من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية شحادة أبو هديب، الى ضرورة وضع خطة عمل لمتابعة الزيارات الملكية من أجل تعظيم الاستفادة القصوى من هذه الزيارات، مؤكدا أن الشركة تعمل ضمن استراتيجية محددة لتطوير شركاتها مع مختلف دول العالم بما فيها الدول التي زارها جلالة الملك.

وأكد أن مركز البحث والتطوير التابع للشركة يعمل على تطوير قدرات الشركة في الصناعات ذات القيمة المضافة، لافتا الى أن الشركة تسعى باستمرار الى تحقيق الاستفادة القصوى من الجولات الملكية من خلال بناء شراكات حقيقية مع دول العالم.

بدوره، نوه رئيس مجلس إدارة شركات الفوسفات الدكتور محمد الذنيبات إلى أهمية الزيارة الملكية لمختلف دول العالم من أجل فتح افاق أوسع للتعاون الاقتصادي مع مختلف دول العالم في مختلف المجالات وبخاصة المجالات المولدة لفرص العمل.

ودعا الى ضرورة تشكيل فرق عمل من القطاعين العام والخاص لمتابعة الجولات الملكية من أجل تعظيم الاستفادة من الخبرات العالمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وفتح الأسواق امام الصناعات الأردنية.

إلى ذلك، أكد عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي حمدي الطباع، أهمية الجولة الملكية في بناء شركات اقتصادية مع الدول التي زارها جلالة الملك في مختلف المجالات الاقتصادية، داعيا الى عقد ورش متخصصة بكل دولة زارها جلالة الملك من أجل تحديد المجالات المتاحة للتعاون.

وتحدث في الجلسة، أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة أماني العزام عن دور الوزارة في بناء شراكات فاعلة مع الدول المتقدمة في مجالات التعدين والطاقة المتجددة، فيما تحدث أمين عام وزارة النقل فارس أبو دية عن دور منظومة النقل في الأنماط كافة في تعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمار الخارجي.

وتطرق مدير عام شركة البوتاس الدكتور معن النسور إلى أهمية الجولات الملكية في تعزيز الاقتصاد الوطني، مشيرا الى ضرورة بناء مصفوفة للجولات الملكية من أجل تعظيم الاستفادة من الفرص التي تتيحها الجولات الملكية لكافة القطاعات الاقتصادية.