لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
مع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة والاعتماد المتزايد على الشبكات اللاسلكية، يعود الجدل كل فترة حول تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على صحّة الإنسان، خصوصاً ما يتعلّق بخطر الإصابة بالسرطان. وفي تقرير علمي حديث، قدّمت الوكالة الوطنية الفرنسية للسلامة الصحية (ANSES) خلاصة مراجعة موسّعة شملت نحو 250 دراسة علمية أجريت خلال السنوات الماضية، لتقدّم صورة أوضح عن حقيقة هذا الخطر.
لا دليل سببي مقنع حتى الآن
خلصت الوكالة إلى أنّ المعطيات العلمية المتوافرة حتى اليوم لا تثبت وجود رابط سببي مباشر بين استخدام الهواتف المحمولة وظهور السرطان لدى البشر. فبعد تحليل مجموعة كبيرة من الدراسات الوبائية والسريرية، تبيّن أن النتائج المتاحة لا تسمح بالجزم بوجود تأثير مُثبت للموجات الراديوية على نشوء الأورام.
وتُعدّ هذه الخلاصة نقطة محورية في النقاش الدائر منذ سنوات، خصوصاً بعد ظهور دراسات متباينة، بعضها يشير إلى احتمالات لزيادة بعض أنواع الأورام في نماذج حيوانية. إلا أنّ التقرير يؤكد بوضوح أن هذه النتائج لا يمكن تعميمها على الإنسان، وأن مستوى الأدلة الحالية يبقى غير كافٍ لإثبات علاقة سببية.
سياق علمي يبرّر استمرار البحث
رغم أن التقرير يطمئن المستخدمين إلى حدّ كبير، إلّا أنّ الوكالة تُذكّر بأن البحث العلمي في هذا المجال ما زال مستمراً. ويأتي ذلك في سياق تصنيف سابق لمنظمة الأبحاث الدولية حول السرطان، التي وضعت الموجات الراديوية في خانة 'ربما مسرطنة'، وهو تصنيف لا يعني ثبوت الخطر، بل يدعو إلى إجراء المزيد من الدراسات. ولذلك، تشدّد ANSES على ضرورة الاستمرار في مراقبة البيانات الوبائية طويلة الأمد، خصوصاً مع التغيّر المستمر في تقنيات الاتصالات وارتفاع معدّلات الاستخدام عالمياً.
توصيات عملية لاستخدام أكثر أماناً
على الرغم من عدم وجود دليل حاسم على الخطر، توصي الوكالة باعتماد استخدام معقول ومعتدل للهواتف المحمولة، لا سيّما لدى الأطفال والمراهقين الذين قد يكونون أكثر حساسية للتعرّض طويل المدى. وتشمل النصائح الأساسية:
تقليل مدة المكالمات الصوتية قدر الإمكان.
استخدام سماعات الأذن أو مكبّر الصوت لإبعاد الجهاز عن الرأس.
تفضيل إرسال الرسائل النصية بدلاً من المكالمات عند الإمكان.
استخدام الهاتف في أماكن ذات تغطية جيّدة لتقليل انبعاث الموجات.
الاستفادة من شبكات Wi-Fi في المنازل والمكاتب عند توافرها بشكل آمن.
هذه الإرشادات لا تأتي من باب التحذير بقدر ما هي خطوات احترازية معتادة في الأوساط العلمية عندما لا تكون طبيعة المخاطر محسومة بالكامل.




























