اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
في خضم إعادة تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية، جاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، وما تبعها من قرارات مؤثرة، أبرزها إصدار أوامر برفع العقوبات عن سوريا، لتكشف مجدداً عن حجم الغياب الأردني عن طاولة القرار. الزيارة، وإن كانت رمزية، إلا أنها تحمل رسائل واضحة: هناك إعادة توزيع للأدوار، والأردن ليس من بينها.
في المقابل، يبرز الدور القطري بقوة على الساحة، بتحركات دبلوماسية نشطة، واستثمار سياسي واقتصادي في ملفات معقدة. كما تعزز تركيا وجودها الإقليمي عبر وساطات وتفاهمات، في حين يبقى الأردن، الجار الأقرب لسوريا، بعيداً عن النقاشات المتعلقة بمستقبلها، رغم استقباله لأكثر من مليون لاجئ سوري وتحمّله تبعات أمنية واقتصادية هائلة.
وسط هذا الزحام السياسي، ينشغل الداخل الأردني بقضايا بعيدة عن عمق التأثير الإقليمي، بدءاً من تمكين المرأة في سياق شكلي لا يحمل رؤية سياسية شاملة، وصولاً إلى دعم جمعيات 'اللبن لمدحبره' ومهرجانات 'الكبّة'، وكأن المطلوب هو إشغال الرأي العام عن حقيقة التراجع السياسي.
السؤال المؤلم: كيف يغيب الأردن عن مشهد إعادة الإعمار في سوريا؟ وكيف لا يكون له مقعد في مفاوضات تمسّ أمنه وحدوده ومستقبله؟
الإجابة المؤسفة تكمن في غياب المبادرة السياسية الجادة، والاكتفاء بسياسة الانتظار والصمت. وبينما تُرسم خرائط النفوذ من الرياض إلى الدوحة، تبقى عمّان خارج الصورة، بلا تأثير يُذكر ولا موقف يُحترم.
المطلوب اليوم هو عودة الأردن إلى دوره الحقيقي: دولة صاحبة رأي وموقف، لا مجرّد متلقٍ لما يُقرره الآخرون.