خروج النساء للمطالبة بالخدمات… صفعة للضمير الغائب!

في مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة هذا الوطن خرجت نساؤنا أمهاتنا وأخواتنا من عمق المعاناة إلى قلب الشارع يرفعن أصواتهن لا طلبًا للرفاه بل للماء للكهرباء، للخدمات الأساسية التي باتت تُعامل كامتيازات لا كحقوق.

عندما تخرج المرأة – وهي التي عُرفت بالصبر والستر – إلى الميدان فهذا لا يعني فقط أن الوضع بلغ الحضيض بل أن الصبر قد نَفِد وأن الكرامة قد تجاوزت حدود الاحتمال

اليوم نحن أمام لحظة مفصلية فالخروج النسائي ليس حدثًا عابرًا بل رسالة عميقة موجهة لكل مسؤول تخلّى عن مسؤوليته وكل جهة فشلت في تأمين أبسط مقومات الحياة إنها إدانة بصوت امرأة… صوت الوطن كله.

نقف وقفة إجلال لهؤلاء النساء الشجاعات ونقول أنتن من تحملن الوطن على أكتافكن في البيوت وفي الشوارع في المعاناة وفي الصمود

إلى الحكومة والمجلس الانتقالي إن تجاهلكم لهذه الصرخة هو خيانة للثقة والواجب فإما أن تكونوا على قدر المسؤولية أو افسحوا المجال لمن يملك القدرة على مواجهة التحدي وخدمة الناس بكرامة وعدالة

نحيي موقف النساء بكل فخر ونُحمّل المسؤولين كامل المسؤولية عن هذا المشهد الذي يهزّ الضمير قبل الشارع الشارع ينطق الآن هل من يسمع؟

نضع القبعات على رؤوسنا احتراماً لهؤلاء النسوة الشجاعات ونقول لهن لقد عبّرتم عن صوت شعب بأكمله صوت لم يجد من يسمعه.

فليخجل من كان السبب ولينتفض الضمير فالوطن لا يُبنى على شعارات بل على استجابة لمعاناة أهله