اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
غزة – سبأ:
لم يعد الصابون والشامبو ومواد التنظيف الأخرى من الكماليات في قطاع غزة، بل تحوّلت إلى 'أحلام مؤجلة' في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 23 شهرًا، والذي دمّر البنية التحتية وقطع الطريق أمام أبسط مقومات الحياة اليومية.
في خيام النزوح بمدينة غزة، تروي وردة عماد الدين، وفقا لموقع' فلسطين أون لاين' وهي أم لخمسة أطفال، كيف فقدت عائلتها القدرة على تأمين أبسط أدوات النظافة: 'لم نعد نملك حتى ليفة استحمام، نغسل أطفالنا أحيانًا بالماء المالح فقط، بينما يصرخ ابني الصغير طوال الليل من الحكة دون دواء أو مرطّب طبي.'
أما يوسف ياسين (14 عامًا)، فيكشف عن أزمة النظافة من منظور المراهقين: 'شعري متسخ دائمًا وأصدقائي يسخرون مني، حلمي أن أستحم مرة واحدة بشكل طبيعي مثل باقي الأطفال.'
الحصار لا يضرب الأجساد فقط بل يهدد الكرامة الإنسانية. أبو خالد عويضة (52 عامًا) يقول بمرارة: 'أحيانًا يمر أسبوع كامل دون أن أجد ماءً كافيًا أو صابونًا، أعاني من بثور جلدية مؤلمة ولا أستطيع شراء العلاج.'
وتعاني الفتيات معاناة مضاعفة، حيث تصف أمل بشير (17 عامًا) حالتها قائلة: 'بشرتي امتلأت بالبثور وشعري يتساقط، كنت أحلم بعطر جديد، لكن اليوم أكبر أحلامي صابونة فقط.'
تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تكشف عن كارثة صحية صامتة: أكثر من نصف شبكات المياه والصرف الصحي في غزة دُمرت أو تعطلت كليًا، فيما يحصل ثلث السكان فقط على الحد الأدنى من المياه، وسُجلت أكثر من 150 ألف إصابة جلدية منذ بدء العدوان.
في ظل هذا الواقع، لم يعد حلم الغزيين كبيرًا؛ فهم يطلبون فقط ماءً نظيفًا وصابونة تحفظ لهم صحتهم وكرامتهم، بينما يستمر الحصار في تحويل أبسط مقومات الحياة إلى رفاهية مفقودة.
إكــس