اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
الشاعر لقمان محمود يتميز ديوان «مئة فراشة لا على التعيين»، للشاعر لقمان محمود، بمنحاه الفلسفي، حيث يعتمد على التكثيف والإيجاز والمفارقة، مع تركيز على البُعد الدلالي الحكمي ودهشة الاكتشاف. في عالم يئن تحت وطأة الهشاشة والغموض، يطل الشاعر الكردي السوري لقمان محمود بديوانه الجديد «مئة فراشة لا على التعيين»، ليقدم رؤية شعرية عميقة تلامس جراح الوجود الإنساني. وعبر لغة مكثفة وصور مشحونة بالشغف، ينسج لقمان عوالم تتراوح بين الألم والأمل، متحدياً التقاليد الشعرية بجرأة، ليخلق نصاً يرفع سقف المخيلة، ويوسع أفق القصيدة، ويحلِّق بها في فضاء الإبداع نحو آفاق فلسفية وجمالية غير مسبوقة. بصدور ديوانه الجديد ديوان «مئة فراشة لا على التعيين» عن دار «49 بوكس» للنشر والتوزيع في السويد، يضيف الشاعر لقمان محمود إصداراً جديداً إلى مسيرته الأدبية، التي تضم 12 ديواناً شعرياً، نُشرت في سورية، والمغرب، وكردستان العراق، والأردن، وبلغاريا، والسويد. حاجة إنسانية عليا يعكس هذا الديوان رؤية الشاعر العميقة للعالم، حيث يقدِّم الشعر كفن إنساني راقٍ لا يقتصر على توثيق اللحظة الراهنة، بل يتجاوزها، ليحقق وظائفه الجمالية والروحية. فالشعر، في نظر لقمان محمود، هو حاجة إنسانية عُليا، ومؤشر على أن العالم لا يزال يعاني الهشاشة، مما يجعل الشعر وسيلة لجعل الحياة أكثر جدوى عبر اللغة. آفاق التجريب منذ ديوانه الأول (أفراح حزينة)، الذي صدر في دمشق عام 1990، واصل لقمان محمود مغامرته الشعرية، متمرداً على النمطية، ومُحتفياً بحرارة اللغة التي تدفعه نحو آفاق التجريب.
وفي ديوانه الجديد، يقدِّم الشاعر بنية شعرية متماسكة تنسجم مع روح العصر، متحررة من التقاليد الشعرية التقليدية، وتتعامل مع الماضي بكل تجلياته: الحُب، والوطن، والثورة، والأمل، والحلم. غلاف الإصدار دهشة الاكتشاف يتميز الديوان بمنحاه الفلسفي، حيث يعتمد على التكثيف والإيجاز والمفارقة، مع تركيز على البُعد الدلالي الحكمي ودهشة الاكتشاف. قصائد «مئة فراشة لا على التعيين» تتناول الألم بشفافية معاصرة، متخففة من النزعات الرومانسية المباشرة، وتعتمد على الصورة الشعرية المكتنزة بالشغف والعاطفة الأليمة، مما يجسر الهوة بين الذاتي والموضوعي. الشعر أداة سحرية يقول لقمان محمود عن تجربته الشعرية: «الشعر أداة سحرية لتوسيع العالم عبر رفع سقف المخيلة. بهذا المعنى، كلما رأيتُ صياداً يتربص بالسماء عرفتُ أن هناك أغنية ستسقط. وكلما رأيتُ طائرة تتربص بالأرض أيقنتُ أن هناك روحاً ستغيب». ويضيف: «في عالم كهذا كتبتُ ديواني الأول (أفراح حزينة) عام 1990، باللغة العربية. فالكردي المحروم من لغته الأم يجد نفسه في لغة غريبة (فرضت عليه) لا يعرف منها والداه سوى الفاتحة والدعاء، فيصر تحت ضغط التهميش والحرمان والضرورة على أن يتعلم هذه اللغة الطارئة على تفكيره وأحاسيسه ووعيه بكل السبل. هكذا تطرأ لغة أخرى مسموحة بها إلى جانب لغة الأم الممنوعة».
الديوان يقدم الشعر كفن إنساني راقٍ لا يقتصر على توثيق اللحظة الراهنة يُشار إلى أن لقمان محمود، المولود في مدينة عامودا عام 1966، شاعر وناقد كردي سوري يحمل الجنسية السويدية، ويكتب باللغتين الكردية والعربية. وهو عضو في اتحاد الأدباء والكُتاب السويديين ونادي القلم الكردي، أصدر حتى الآن 28 كتاباً في الشعر والنقد، منها ثلاث مجموعات شعرية باللغة الكردية: «أتابع حريتي» (2013)، «من السراب إلى الماء» (2013)، و«أسير وحدي» (2023). كما شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والثقافية ومعارض الكتب داخل وخارج السويد.
من أجواء الديوان:
تحت جناحيكِ
تهتف النار
أيتها الفراشة العاشقة.
**
الذاكرة تحدثنا عمَّا حدث
والنسيان يحدثنا عمَّا يمكن أن يحدث.
اِفعل ما يحلو لك
أيها الفرح
فلن يتنازل الحزن عن أناقته.
في الطريق الطويل
إلى البيت الصمت،
هو أكثر ما يخيف.
جاء الظلام
وجثم على كل شيء
ربما ينتظر من يشكره على ماضيه.
تلك الحرب
التي لا تؤذي أحداً
تحتاج فقط
إلى كذبة بيضاء.
في الظلام
رأوا كل شيء
ومن يومها
والموتى يتصارعون.
داخل الغابة الواسعة
أخاف من الأمل
بقدر ما أخاف من اليأس.
هذا الذعر القادم
من الذكريات البعيدة
يتشاجر دائماً
حين لا يجد شيئاً يفعله.