اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
على ردم داره في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، يتأمل سامي لاشين (52 عاما)، الركام الذي كان بيتا وذكريات، قائلا بابتسامة تحد: 'خيمة بخيمة.. ركام داري أحن عليّ'.
عاد لاشين أخيرا إلى منطقة سكنه، التي يبدو فيها الدمار على مد البصر، ليكون قريبا من بيته وليحث غيره على العودة: 'حارتي أولى بي.. جئت لأشجع الناس'، مضيفا لصحيفة 'فلسطين': 'نحزن نعم، لكن نحاول الخروج بأقل الخسائر'.
وبصعوبة، أزاح لاشين بعضا من الركام ليقيم خيمة على أنقاض منزله، في منطقة أزال الاحتلال، في اجتياحه الأخير لمدينة غزة، كل معالم الحياة فيها، من منازل، وبنى تحتية مدنية، ولا تزال تشهد محاولات من سكانها للعودة إليها من رحلة النزوح القسري المتكرر، وتوفير أدنى مقومات العيش.
وفي مبنى العائلة المقام منذ 1967 والمكون من أربع طوابق، كان لاشين يعيش مع سبع أسر، لم تعد تملك مأوى، بعد أن دمر الاحتلال العمارة السكنية بالكامل، في خضم عدوان بري استخدم فيه عربات مفخخة لنسف المربعات السكنية على رؤوس من فيها.
ودمر الاحتلال على مدار السنتين الماضيتين، قرابة 300,000 وحدة سكنية كليا و200,000 أخرى بشكل بليغ أو جزئي في غزة، ما أدى إلى تشريد نحو مليوني مواطن قسرا، وتكدسهم في خيام مهترئة غير صالحة للعيش، عاشوا فيها ظروفا قاسية إلى أبعد الحدود، وفق تصريحات صحفية للمدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، الشهر الجاري.
وأجبر الاحتلال مئات الآلاف من الغزيين على النزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة، التي زعم أنها 'مناطق آمنة'، لكنه استهدف الكثير منهم في طريقهم، أو بعد وصولهم إليها.
ومنذ دخول اتفاق إنهاء حرب الإبادة حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري، يسعى النازحون إلى العودة لمناطق سكنهم والعيش فيها، في ظل ظروف إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها 'كارثية'.
روح الصمود
يتحدث لاشين بروح صمود لا تفارقه، مبديا صبره على الواقع المعيشي الصعب: 'احنا طالعين من حرب مش من ماتش تنس. يعني أنا ضليت عايش، أولادي وزوجتي مصابين لكنهم على قيد الحياة، الحمد لله'.
ثم يضيف بصوت خافت: 'استشهدت أختي وابنها في أول الحرب وأنا بحكي معها على التلفون وهي تحت النار في منطقة الكرامة'.
وفي بداية حرب الإبادة، أصيبت زوجته وابناه بفعل صاروخ إسرائيلي خلال محطة نزوح قسري في خانيونس، ويقيم كل منهم حاليا في دولة مختلفة لتلقي العلاج بموجب تحويلات طبية، بينما بقي هو في غزة.
وأسفرت حرب الإبادة عن استشهاد وإصابة أكثر من 230 ألف غزي، معظمهم نساء وأطفال، في جرائم قتل جماعي، بالقصف والتجويع والتعطيش.
ويتحدى لاشين، صعوبة الحياة اليومية في منطقتة المدمرة، قائلا: إن مياه الغسل توفرت من البلدية، لكن مياه الشرب شحيحة ويمكن تدبر أمرها حاليا بمقابل مالي 'واللي بيرضى بيعيش'.
لكنه يشير إلى أن أنقاض المنزل تشكل حجرة عثرة أمام الأسر التي كانت تعيش في المبنى، في ظل منع الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة لقطاع غزة، لتمكين البلديات من إزالة الركام.
وخلفت حرب الإبادة الجماعية 70 مليون طن من الركام في غزة، بحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في 16 من الشهر الجاري.
يقول لاشين وهو يوزع نظراته على الأنقاض الممتدة: الآلية التي اتبعتها (إسرائيل) ترمي إلى إحداث فوضى ودمار في البلد.
ورغم أنه يعيش اليوم وحيدا في خيمته، بعيدا عن زوجته وابنيه، يقول: 'أنا لحالي بدي أقعد فيها.. علامة من علامات الصمود والبقاء (موجها حديثه للأهالي) إنه تعالوا ارجعوا'.
ويصف رحلة النزوح القسري بالقاسية، مستدركا: 'قد ما تكون وحيد في منطقتك بتحس بالونس... الحجر بيونسك'.
ويختم حديثه بأمنية تتجاوز حدود خيمته: 'بدي الجهات الدولية توقف البلد على رجليها، واحنا كمان كفلسطينيين نركز طاقتنا ونوقفها من جديد'.





 
  
 

 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 























































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 