اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
في اليوم الـ1184 للحرب الروسية على أوكرانيا، تزداد حدّة التصعيد العسكري في مناطق عدّة على طول الجبهة، بينما تستمرّ الجهود الدبلوماسية المتعثّرة لوقف إطلاق النار وسط اتهاماتٍ متبادلةٍ بين موسكو وكييف بالتعنّت والمماطلة.
ففي الإطار الميداني، شنّت أوكرانيا، فجر أمس الأربعاء، ما وصفته روسيا بـ'الهجوم غير المسبوق' باستخدام أكثر من 370 طائرة مسيّرة، استهدفت العديد من المناطق الروسية، بينها العاصمة موسكو. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنّها اعترضت 105 مسيّرات، بينها 35 فوق منطقة موسكو.
الهجوم الأبرز استهدف مصنع بولخوف لأشباه الموصلات في إقليم أوريول، والذي يُعدّ من المنشآت الحسّاسة التي تصنّع رقائق إلكترونية تُستخدم في صواريخ 'إسكندر' و'كينجال' الباليستية وفي المقاتلات الروسية. وأكّد الجيش الأوكراني إصابة المصنع بـ10 مسيّرات دقيقة، مدّعيًا أنه 'من بين أخطر المصانع التي تدعم المجهود الحربي الروسي'.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس أن القوات الروسية تكبّدت أكثر من 63 ألف قتيل وجريح منذ انطلاق العمليات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي، مشدّدًا على أنّ المعارك 'ما زالت مستمرّة' في منطقتيْ كورسك وبيلغورود داخل الأراضي الروسية، على الرَّغم من ادعاءات الكرملين بالسيطرة الكاملة على المنطقة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد زار كورسك للمرة الأولى منذ بداية الحرب، وتفقّد منشآت مدنية وعسكرية، في زيارة اعتبرها المراقبون محاولة لإظهار السيطرة والردّ على الهجمات الأوكرانية المتكرّرة داخل العمق الروسي.
وردًّا على الضربات الأوكرانية، أعلنت موسكو أنّها استهدفت معسكرًا لتدريب القوات الخاصة الأوكرانية في شمال شرق البلاد بصاروخ باليستي، ما أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 10 آخرين، وفق ما أكده الحرس الوطني الأوكراني.
وفي منطقة خاركيف وخيرسون، تواصلت الهجمات الجوية الروسية، حيث قُتل مدني واحد وأُصيب 11 آخرون في قصف مدفعي وجوّي على مدينة خيرسون ومحيطها خلال الساعات الماضية، وفق ما أفاد به المحافظ أولكسندر بروكودين.
تعثّر المفاوضات وتوتّر أوروبي وترامب يتدخل
على الرَّغم من المبادرة الجديدة للسلام التي أطلقتها روسيا في 16 أيار، في إسطنبول، فإنّ المحادثات لم تُفضِ إلى أي تقدّم يُذكر، إذ غاب عن الجلسة كل من الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ما اعتُبر مؤشرًا إلى عدم جدّية الكرملين.
ورفض لافروف، في تصريحات له، أمس، وقفًا فوريًا لإطلاق النار، معتبرًا أن 'جذور الصراع لم تُحلّ بعد'، ومؤكدًا أن موسكو لن تقبل باتفاق هدنة 'لنرى بعده ما سيحدث'، حسب تعبيره.
وفي تطورٍ لافتٍ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه أجرى اتصالًا هاتفيًا ببوتين في 19 أيار، واقترح الفاتيكان كمكانٍ لاستضافة مفاوضات السلام برعاية البابا فرانسيس. وقال إنّ البابا 'أبدى اهتمامًا كبيرًا' بفكرة الوساطة، وإنّه تواصل مع قادة أوروبيين وأوكرانيين بهذا الشأن. لكن الكرملين لم يصدر أي موقف رسمي يؤيّد المبادرة، في حين جدّدت أوكرانيا تمسكها بضرورة انسحاب روسيا من الأراضي المحتلة كشرط أولي لأي مفاوضات.
الاتحاد الأوروبي، من جهته، طالب واشنطن بفرض عقوبات أشدّ على موسكو في حال استمرّت في رفضها لهدنةٍ غير مشروطة. وقالت كايا كالاس، مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية، إنّ الاتحاد الأوروبي 'ينتظر إجراءاتٍ حاسمةً من الولايات المتحدة'، داعيةً إلى تنسيق الضغوط السياسية والاقتصادية على روسيا لضمان جدوى أي تحرّك نحو السلام.
وفي موقفٍ لافتٍ، اتهمت ألمانيا بوتين بـ'المراوغة' في المحادثات، فيما أعلنت بولندا عن اعتراض سفينة نفط روسية يُشتبه بانتمائها لأسطول 'الظل الروسي' كانت تقوم بمناورات 'مريبة' قرب كابل طاقة بحري يربط بولندا بالسويد، قبل أن تتدخّل البحرية البولندية وتجبرها على مغادرة المنطقة.
التجسّس والهجمات السيبرانية
بريطانيا وحلفاؤها حذروا من حملة إلكترونية روسية منظّمة تستهدف شركات وخدمات لوجستية تقدّم مساعدات لأوكرانيا.
وطالبت السلطات البريطانية الشركات الخاصة باتخاذ 'إجراءاتٍ عاجلةٍ لحماية شبكاتها'.
في سياق آخر، صرّح مسؤولون فنلنديون بأن موسكو بدأت تعزيز قواعدها العسكرية قرب الحدود المشتركة مع فنلندا، وبأنهم يتوقعون تصعيدًا في الانتشار الروسي بعد انتهاء الحرب. وقد أنجزت هلسنكي أول 35 كلم من جدار حدودي بطول 200 كلم، مزوّدًا بكاميرات وأجهزة استشعار متطوّرة.