لم يكن سهلاً على أبناء بلدات القنطرة، دير سريان، الطيبة الوصول إلى بلداتهم. حاول الجيش اللبناني منعهم بسبب وجود الإسرائيلي فيها لكنهم أصروا.

أبناء الطيبة صدموا من حجم الدمار وتقف 'فاطمة' ابنة رب ثلاثين قرب حاجز الجيش الذي منع من الدخول نحو البلدة لأن الإسرائيلي كان يطلق الرصاص تجاه أي مواطن يتقدم نحوها. وقد سقط على طريق البلدة 7 جرحى.

وقال مختار رب ثلاثين لـ 'نداء الوطن' أن تمسك الأهالي بقراهم 'هو من حرر القرى، وأن عزيمة الناس فتحت الطرقات أمام الجميع ودفعت بالعدو إلى الاندحار'.

وقف الأهالي في مارون الراس وجهاً لوجه مع الجنود الإسرائيليين، 'غير آبهين بتصويب الجنود بنادقهم في وجههم'، بحسب سارة التي أضافت: 'إن دخولنا للبلدة جاء لتطبيق قرار العودة. وأثبتت القرارات الدولية أنها شكلية وغير قابلة للتطبيق، بدليل ما نشاهده على الأرض، نحن من حررنا أرضنا. سقط منا شهداء على طريق هذا التحرير'.

كان مشهد العودة نحو يارون مختلفاً. ودخلها الأهالي بالقوة، تحت الرصاص. ويقول حسين تحفة: 'أردنا إفشال مخطط تهجيرنا من بلداتنا. أراد العدو من البقاء في بلداتنا أن لا نعود، ولكنهم صدموا من زحفنا نحو بلدتنا'.

وكان المشهد في بلدة عيتا الشعب مبكياً. وتقدم أهالي الشهداء لسحب جثامين أبنائهم المنتشرة بين الركام. رسمت البلدة، بحسب ماجد طحيني مختار البلدة، 'خارطة طريق جديدة للوطن'. وخلص إلى القول: 'لن نتفرج على تدمير منازلنا بشكل كبير. انتهت الهدنة وانتهى زمن استباحة بلداتنا'.

كتب الجنوب تاريخه من جديد. وتعمد تحريره بأكثر من 15 ضحية وأكثر من مئة جريح وكان الغائب الأكبر دوريات قوات الطوارئ الدولية التي اختفت مع دخول الأهالي في حين انتشر الجيش في غالبية قرى الجنوب.