أحدث معرض المجوهرات والساعات (JWS) نقلة نوعية في استشراف اتجاهات التصميم التي ستُشكّل ملامح صناعة المجوهرات خلال عام 2026، مع بروز توجهات تعتمد على التجديد في الألوان، وإحياء اللمسات الهندسية، والدمج المتناغم بين المعادن الثمينة، في إطار يبرز القطع بوصفها امتدادًا لشخصية مرتديها.

وأكد خبراء ورواد الصناعة المشاركون في المعرض أن تصاميم عام 2026 ستمنح مساحة أكبر للتعبير الفردي، مع العودة إلى مفهوم الفخامة المعاصرة التي تمزج بين الحداثة والطابع الكلاسيكي الراسخ.

وفي هذا السياق، أوضح فابريزيو سايني، الرئيس التنفيذي لشركة نيفي للمجوهرات، أن العام المقبل سيشهد حضورًا قويًا للألوان في تصميم المجوهرات، مشيرًا إلى أن العلامة استلهمت من زهرة الفرانجيباني رمز التجدد، لتقديم تصاميم تعتمد على ألوان نابضة مثل اليشم والزمرد. وأشار إلى أن هذا التوجه لا يقتصر على الجانب البصري، بل يعكس رؤية ترى في الألوان وسيلة لإحياء المشاعر وإضفاء عمق أكبر على القطع الفنية.

وتشير توجهات السوق إلى انتقال واضح من الأنماط المحايدة التي سادت في السنوات الماضية إلى تصاميم أكثر جرأة تحمل رسائل شخصية وتعبّر عن هوية مرتديها، لتتحول المجوهرات إلى أداة لرواية القصص وبناء ارتباط عاطفي بين المستهلك

والقطعة.

ومن المرتقب أن تكون القطع اللافتة عنصرًا رئيسيًا في صيحات 2026، إذ تتجه العلامات نحو تصاميم ذات حضور أقوى بعيدًا عن البساطة التقليدية. وتتبنى شركة سالفادوري هذا التوجه من خلال مجموعات تعتمد على تصاميم جريئة تمنح مرتديها شعورًا بالتفرّد. وأوضحت مالكة الشركة مارزيا بنديني أن المستهلكين يبحثون اليوم عن قطع تحمل طابعًا فنيًا وتُشعرهم بأنها تعبير بصري عن شخصيتهم.

ويعكس هذا التوجه المتنامي رغبة المستهلكين في اقتناء مجوهرات تدوم طويلًا وتتميز بفرادة واضحة، ما يتوقع أن يدفع نمو الطلب على القطع المميزة خلال عام 2026.

وفي جانب آخر، يشهد العام المقبل زيادة في الإقبال على دمج المعادن المختلفة، خاصة الجمع بين الذهب الأبيض والذهب الأصفر، في إطار يجمع بين الأناقة والبساطة. وتستعرض دار Balloo Gioielli Firenze هذا الاتجاه عبر مجموعات تعتمد مزج المعادن مع اللؤلؤ ودرجات لونية ناعمة، بما يضيف عمقًا بصريًا وتناسقًا جذابًا.

كما يستعيد اللؤلؤ مكانته بوصفه أحد أبرز ملامح مجوهرات 2026، مع إعادة تقديمه في تصاميم حديثة تعتمد الطبقات المتعددة والأشكال الجريئة. وتعيد مجموعة 'غريس' من الأتيليه إحياء اللؤلؤ بروح مستلهمة من أناقة غريس كيلي، في حين يشير أكشيت جوخرو، مؤسس 'جيم إكسبيرينس'، إلى أن اللؤلؤ يُعاد صياغته اليوم بما يجمع بين الإرث الكلاسيكي والتصميم المعاصر.

ويؤكد هذا الاتجاه أن المجوهرات في 2026 لن تكون مجرد أكسسوارات، بل قطعًا تحمل قيمة فنية وعاطفية، تعكس مزيجًا من التراث والابتكار، وتواكب رغبة المستهلكين في التعبير عن ذواتهم من خلال مجوهرات تحمل معنى وهوية تتجاوز حدود الموضة العابرة.