أطلقت نقابة الفنانين في سوريا حملة بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والطوارئ، لدعم جهود إخماد الحرائق في الساحل السوري والتي استمرت لأكثر من عشرة أيام.

وقد أجهزت الحرائق خلال هذه الأيام العشر على ما يتجاوز ال'16' ألف هكتار، وأتت الحملة كتحرك نوعي غير مسبوق قامت به النقابة تجاه كارثة الحرائق التي لم تشهد سوريا مثيلا لها في السابق، وأكدت النقابة على أهمية دور الفنانين في المجتمع كأشخاص مؤثرين في التعاطي مع الأزمات الكبرى.

وأسفرت الأحداث الكارثية المتسارعة للحرائق عن تدميرمساحات هائلة من الغابات والأراضي الزراعية، وطالت نحو 4% من غطاء سوريّا الحراجي من غابات الساحل السوري التي أصبحت رماداً كما امتدت النيران إلى قرى مأهولة تحولت إلى بقايا حلم.

وفد من نقابة الفنانين كان على مقربة من الكارثة الكبرى عندما أعلنت حالة الطوارئ في سوريا وتمّت المناشدة بالتدخل الدولي للمساهمة في إطفائها واحتوائها ومنع امتدادها، وكان في مقدمة الوفد العائد من اللاذقية كلّ من صلاح طعمة نائب نقيب الفنانين والمخرج زهير قنوع مدير العلاقات العامة في النقابة اللذان عبّرا عن المشاهدات على أرض الواقع .

الكثير من إشارات استفهام ؟؟

نائب نقيب الفنانين صلاح طعمة أكد لـ'روسيا اليوم' أن كارثة الحرائق في اللاذقية وغابات الساحل مشكوك في موضوع اشتعالها، ورأينا ذلك على أرض الواقع، حيث كنا نشاهد بقعة حريق في مكان معين وبعد قليل تشتعل بقعة أخرى وعلى بعد معين آخر، فكيف اشتعلت؟!! هناك الكثير من إشارات الاستفهام لدينا، ولا ننكر أن هناك جهود كبيرة بذلت من قبل المشاركين في إنقاذ غاباتنا، لكن ما شاهدناه على أرض الواقع يفوق بكثير ما تمّ بثّه عبر الإعلام، وأبرز المشاهدات كانت حالة التكاتف بين الناس والجهات الحكومية والمجتمع المدني والأهلي.

الكارثة واحدة والهدف واحد هو إنقاذ الناس وإنقاذ الغابات من الحرائق، يجب تقديم مؤازرات عاجلة وفورية لكل أهلنا المتضررين من الحرائق.

وحول استجابة الفنانين السوريين مع الكارثة أشار طعمة بأن الاستجابة كبيرة وهناك إحساس عميق بالكارثة التي تتعرض لها غاباتنا السورية، وأضاف: تم التواصل مع الكثير من الفنانين وشرح ما يحدث على الأرض، ولدى البعض غصّة كبيرة، وبعضهم كانوا حاضرين على مختلف المستويات وهناك مشاركة أيضاً من بعض الفنانين والنجوم العرب الذين عبّروا عن تضامنهم معنا في وجه الكارثة.

الحرائق مفتعلة!

من جهته أكد المخرج زهير قنوع مدير العلاقات العامة في نقابة الفنانين أن الحرائق مفتعلة وأضاف: رأيت ذلك بعيني وكنا في أحد النقاط مع فرق الإنقاذ والمتطوعين، وفجأة على بعد 500م أو واحد (كم) اشتعلت النيران بطريقة لا يمكن أن يكون سببها تقاذف النيران أو الرياح وبعد أقل من نصف ساعة تشتعل النيران في مكان آخر وأنا رأيته ووثقّته عبر الكاميرا الخاصة بي.

واستكمل قنوع بأن التنسيق كان عاليا لاحتواء وتطويق النيران، لكن المهمة صعبة لأن الأماكن وعرة جداً وضيقة، ولم يقتصر العمل على وزارة الكوارث والطوارئ بل كان بمشاركة المجتمع والأهلي والمدني والمحلي، وجميعهم كان لهم دور كبير في عملية الحّد من انتشار الحرائق وإطفائها،

وقال قنوع: نحن وصلنا إلى أقرب نقطة في منطقة النار، وتابعنا عن كثب كيف يتم التنسيق بين جميع الجهات، أين يتوجهون؟ وما هي الطرق المثلى لمنع انتشار الحريق؟ هي جهود جبارة ونتمنى أن يتحرك المجتمع المدني لتغطية الاحتياجات، فهناك الكثير من الأهالي الذين تم إنقاذهم وإخراجهم من قراهم.

صحيح أن الإعانات والمساعدات كانت من جميع المحافظات، ولكن هذا لا يكفي يجب التحّرك على جميع المستويات، رغم الإمكانيات غير الكافية.. كما يجب أن يكون هناك تحقيق عميق لأن مشاهداتي أن هذا الحريق مفتعل.

ومن مشاهداتي إيضا وجدت الغيرية والمحبة بين فرق الدفاع وتكاتف المشاركين من الدول الصديقة من الأردن والعراق وتركيا لإطفاء الحرائق ووقف امتداد النيران الذي خلق كارثة بيئة نتائجها سيئة.. كما ندعو أخيراً لتكاتف دولي لإيجاد الحلول والتحقيق بهذه الحرائق.

المصدر: RT