اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
رغم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وغياب الدعم المنتظم، لا تزال المدرسة الرسمية في طرابلس تكافح للحفاظ على رسالتها التربويّة، بجهود إداراتها ومعلّميها الذين يصرّون على توفير الحدّ الأدنى من التعليم اللائق.
بنى تحتية متآكلة وصناديق شبه فارغة
تكشف مديرة إحدى المدارس الرسمية لـ 'نداء الوطن'، عن الواقع الذي تعيشه هذه المدارس، وعن سبل إنقاذها. تعاني المدرسة الرسمية في طرابلس من مشاكل عدّة، معظمها قديم البناء يحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيل لمواكبة الحداثة، على الرغم من ترميم بعضها بطريقة غير كاملة، بالإضافة إلى بناء المدارس الحديثة في بعض المناطق الشعبية مثل باب التبانة والقبة. كما تشكو المدارس بحسب المديرة، من ضعف الموارد المالية، فصناديقها، فارغة، تتغذّى بفترات متباعدة، ما يؤدي إلى حرمانها من بعض المشاريع التنموية وإيفاء بعض العاملين حقوقهم.
رسالة رغم المعاناة
أمام هذا الواقع المرير، يجهد المعلّمون للقيام بواجباتهم كاملة كهيئة تعليمية تهدف إلى بناء جيل واعٍ من أجل غدٍ أفضل على الرغم من الظروف التي تواجههم من حيث البناء والتجهيزات.
تضيف المديرة إن الكادر التعليمي 'يجب أن يكون متخصّصاً ومؤهلاً خصوصاً مع التطوّر الحالي، وهو ما تسعى الإدارة إلى تحقيقه بمساعدة الدولة والجمعيات مثل 'اليونيسف'، التي تساهم في أن تكون العملية التعليمية أفضل'.
مسؤولية مشتركة في وجه الأزمة
في المقابل، يتوجّب على أهالي الطلّاب أن يشاركوا المدرسة الرسمية المسؤولية. هذه المدارس التي ما زالت صامدة بفضل أساتذتها وضميرهم، فهم 'يعلّمون باللحم الحي'، ويواكبون العملية التعليمية رغم كل الإضرابات التي حصلت، وتساندهم الدولة للإيفاء بحقوقهم قدر المستطاع في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ما زالت ترخي بظلالها على لبنان، كي تبقى المدارس الرسمية قوية ولا يتركها الطلّاب وتحتفظ بسمعتها الجيدة التي كانت عليها منذ سنين. فالدولة القوية تنعكس صورتها القوية على مؤسساتها الرسمية، ونأمل ذلك مع العهد الجديد'.
تعيد المديرة أسباب التسرّب المدرسي إلى أسباب عدة، أهمّها الأهل، فإن لم يكونوا على قدر كافٍ من الوعي، ربما لن يهمّهم أن يكون ابنهم متعلّماً، وهي حالات محدودة. وبسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة، يضطر بعض الشباب إلى مغادرة المدرسة في عمر الـ 10 سنوات وما فوق، لاحتراف مهنة من أجل مساعدة أهلهم، وهو أكبر سبب للتسرّب المدرسي حالياً. وتشدّد على ضرورة أن يتّسم التعليم بالجدية، ومتابعته على الأقل حتى الصف السادس، لتوفير الحدّ الأدنى من العلم إلى التلامذة.
خطوات الإنقاذ
ما لا شك فيه أن المدارس الرسمية لن ترفض المساعدات والخدمات التنموية والإنمائية، ومن هذا المنطلق، يجب التواصل مع الجمعيات الداعمة للتعليم وعرض الواقع عليهم لتأمين كلّ ما من شأنه تحسين المدارس الرسمية'.
تختم المديرة بالقول: 'إن الخطوات المطلوبة لإنقاذ التعليم الرسمي تتطلّب صيانة وترميم المدارس خصوصاً في المدينة القديمة ومتابعتها للتأكد من سلامة العمل. كذلك يجب التنبه لوضع الحدائق والمكتبات والمختبرات والتجهيزات لمواكبة التطور الحاصل، وخصوصاً في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أن يكون الكادر التعليمي متخصصاً، يخضع لدورات تدريبية وتأهيلية بشكل متواصل مع التلاميذ، وتأمين حقوق الأساتذة لتوفير حياة كريمة له.