بيت لحم 2000 -نظمت الجامعة العربية الأمريكية، في حرمها بمدينة رام الله، فعالية 'ارتداء المريول الأبيض' لطلبة كلية الطب البشري، إيذانًا بانتقال الطلبة إلى المرحلة السريرية، بحضور معالي وزير الصحة الدكتور ماجد أبو رمضان، وعدد من مدراء المستشفيات والمراكز الطبية في الضفة الغربية، وكادر الجامعة الأكاديمي والإداري، وأهالي الطلبة.

واستهل الحفل بكلمة ألقاها القائم بأعمال رئيس الجامعة، الدكتور براء عصفور، رحب فيها بالحضور، وعلى رأسهم وزير الصحة، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية تمثل لحظة مفصلية في حياة الطلبة، حيث يبدأون مرحلة جديدة من التعلم المباشر مع المرضى، وتحمل المسؤولية الإنسانية والمهنية.

وقال الدكتور عصفور:'إن ارتداء المريول الأبيض ليس مجرد تقليد أكاديمي، بل هو عهد يربط الطالب بالمريض، وبالعلم، وبالمجتمع، ويعكس رسالة الطب السامية التي تقوم على الرحمة، والالتزام، والمعرفة.'

وأضاف أن الجامعة العربية الأمريكية تفخر بما أنجزته كلية الطب رغم حداثة نشأتها، حيث حصلت مؤخرًا على اعتماد جودة التعليم الطبي من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية، والمعترف به دوليًا من الاتحاد العالمي للتعليم الطبي (WFME)، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعزز فرص الطلبة في التميز والتنافس على المستوى العالمي.

وأكد عصفور أن الجامعة تعمل باستمرار على توفير بيئة تعليمية رائدة، من خلال شراكات استراتيجية مع جامعات عالمية مرموقة مثل أكسفورد، ودندي، وجلاسكو، والجامعة الأردنية، بهدف إعداد طبيب عالمي منذ اليوم الأول، يجمع بين المهارة الأكاديمية والقيم الإنسانية.

وفي كلمته، أكد عميد كلية الطب البشري الأستاذ الدكتور مالك زبن أن لحظة ارتداء المريول الأبيض هي محطة محورية في حياة طلبة الطب، تمثل الانتقال من قاعات الدراسة إلى ميادين التطبيق العملي، مشيدًا بجهود الطلبة والكادر الأكاديمي والإداري الذين أسهموا في الوصول إلى هذه المرحلة.

واستعرض الدكتور زبن أبرز إنجازات الكلية، أبرزها،حصول الكلية على اعتماد الاتحاد الدولي للتعليم الطبي (WFME) كأول كلية طب في فلسطين تنال هذا الاعتماد لمدة أربع سنوات، وإطلاق أول منصة تدريب سريري تفاعلي بالذكاء الاصطناعي 'MedAscend'، لمحاكاة حالات طبية واقعية، وتنظيم مدارس صيفية تدريبية لتعزيز المهارات السريرية والتواصل الطبي، توقيع اتفاقيات تعاون مع مستشفيات ومؤسسات أكاديمية دولية لتوفير فرص تدريب سريري نوعي، مشاركة الطلبة في الامتحان الدولي NBME المعتمد عالميًا لتقييم المهارات والمعرفة الطبية.

وتوجه بالشكر لإدارة الجامعة وهيئاتها الأكاديمية والإدارية وشركاء الكلية من المستشفيات الفلسطينية، مثمنًا دورهم في إنجاح العملية التعليمية والارتقاء بمستوى طلبة الطب في فلسطين.

أما كلمة الطلبة، عبروا فيها عن فخرهم وسعادتهم بارتداء 'المريول الأبيض'، الذي يمثل بالنسبة لهم رمزًا للعطاء والرحمة والمسؤولية، مؤكدين أنهم يدخلون اليوم عالم الطب الحقيقي، حيث يصبح المريض محور المعرفة والعمل.

وجاء في كلمتهم:'منذ هذه اللحظة، لم نعد فقط طلابًا نقرأ وندون، بل متعلّمين نلامس حياة الناس، نُصغي لنبض المريض لا كرقم، بل كقصة، كإنسان، كأمل ينتظر ابتسامة أو لمسة.'

وأكد الطلبة التزامهم بمهنة الطب كرسالة إنسانية، داعين زملاءهم إلى حمل المريول الأبيض ليس كزيّ بل كأمانة، وأن يكونوا أطباءً يضعون الإنسان أولاً، ويجمعون بين العلم والرحمة.

وفي لمسة إنسانية، خصّ الطلبة كلمتهم بذكر غزة، معبّرين عن تضامنهم مع أهلها، وموجهين تحية لأرواح الشهداء ودعاءً للجرحى، مؤكدين أن مهنتهم ستكون دومًا منحازة للإنسان في لحظات ضعفه ومعاناته.

وفي كلمته عبر وزير الصحة الفلسطيني الدكتور ماجد أبو رمضان عن فخره واعتزازه بطلبة الطب البشري في الجامعة العربية الأمريكية حيث قال:' أعبر عن فخري بأبناء هذا الوطن الذين اختاروا هذا التخصص طريقاً لخدمة الإنسان، والطبيب الفلسطيني اليوم محلّ تقدير في أرجاء العالم، وكثير من أطبائنا نالوا جوائز عالمية وأثبتوا أنهم قدوة ونبراس في ميادين الطب والعطاء، وحبّ الوطن وحبّ المرضى يجريان في عروقهم'.

وأضاف الوزير الدكتور أبو مضان: 'وزارة الصحة كانت وستبقى السند الحقيقي لكل طلبة العلوم الصحية المختلفة، في مسيرتهم العلمية والمهنية، حيث تعمل بالشراكة التكاملية مع مختلف القطاعات، على تطوير بيئة تعليمية وتدريبية تليق بطموح الطلبة، مؤمين بأن الاستثمار في دراسة المجالات الصحية، هو استثمار في مستقبل النظام الصحي الفلسطيني، وندرس إمكانيات عمل توأمة بين الجامعات في المحافظات الشمالية والجنوبية، لإعادة البناء والعمل والأمل لأبناء شعبنا لدراسة العلوم الصحية'.

مشيراً إلى أن هذه مهنة إنسانية عظيمة، تقوم على العطاء المستمر، وعلى التعامل مع خوف الإنسان وألمه وقلقه بكل رحمة واقتدار، وأضاف: 'لقد رأينا الكوادر الصحية في قطاع غزة يجلسون إلى جانب مرضاهم، يرفضون مغادرتهم أو التخلي عنهم مهما كانت الظروف، مؤمنين بأن الواجب الإنساني لا يعرف الحدود'.

واختتمت الفعالية بقيام عميد كلية الطب البشري، الأستاذ الدكتور مالك زبن، بارتداء الطلبة المريول الأبيض، في تقليد رمزي يعكس بداية رحلتهم السريرية، وانطلاقهم نحو ممارسة الطب بروح العلم والإنسانية.