استهل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كلمته في حفل تكريم الكاتب والمفكر السياسي الدكتور نبيل خليفة بالترحيب بالحضور، مستعيدًا بداية علاقته بالمكرّم أواخر السبعينيات في دير القطّارة – ميفوق، قائلاً: “لقائي الأول بالدكتور نبيل فتح لي أفقاً على مجال كنت أجهله، وهو الفكر الاستراتيجي. فوجدت فيه شخصاً ضليعاً في هذا المجال على مستوى لبنان”.

وتوجّه إليه بالقول: “الشكر الكبير لكَ على كل ما أعطيتني وعلّمتني، فكنت وما زلت مثال الإنسان المُلتزم، يكفي أنك لم تسعَ لهدف أو مكسب، بل عملت من أجل العيش بكرامة انطلاقًا من علمك وثقافتك”.

وأضاف: “الإلتزام ليس بالضرورة أن يكون حزبياً، بل بالأفكار الإيجابية والمُنتجة، وهكذا كان نبيل خليفة، ملتزماً بالمجتمع وبالفكر الاستراتيجي. وقد رأينا كيف اندثرت مجتمعات بسبب غياب هذا الفكر”.

ولفت إلى أن خليفة “مثال الجندي المجهول الذي حمل سلاح الفكر، فواجه الشيوعية والقومية السورية والعربية، ونشر فكراً مبنياً على وقائع وحقائق، لا على معادلات إيديولوجية جامدة”.

وختم: “التقينا اليوم لنكرّم رجلاً استثنائياً يستحق التكريم، مثال الإستقامة والأخلاق والالتزام، والشكر له على ما قدّمه للقضية بهدوء وبعيداً من الضجيج”.

وجاء التكريم في احتفال نظّمه جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” في المركز الثقافي لبلدية جبيل، بحضور النائبين زياد الحوّاط وغيّاث يزبك، المطران منير خيرالله، الوزير السابق كريم بقرادوني، النائب السابق إيلي كيروز، شخصيات سياسية وثقافية، وأصدقاء المكرَّم وعائلته.

وأكد الحوّاط أن “نبيل خليفة مناضل ومفكر وطني، وعائلته أعطت ولم تأخذ، لا تبحث عن ثمن، بل تُجسّد الاستقامة والمقاومة السيادية في أنبل صورها”.

بدوره، أشار النائب يزبك إلى أن خليفة “ظل فلاحاً يحمل المحراث والقلم، لم تستهلكه الترقيات الاجتماعية، بل تمسّك بلبنان الفكرة والهوية، وبرهن أن الفكر الماروني المقاوم لا يزال حيًّا”.

أما كريم بقرادوني، فاعتبر أن المكرَّم “مناضل حقيقي منذ بداياته الطالبيّة، حمل مشروعاً لبنانيًا متكاملاً، حلمًا بالمستقبل قد يتحوّل إلى تيار إنقاذي في لحظة انهيار مفاجئ”.

وشمل الاحتفال كلمات وقصائد لكل من شارل جبور، ميشال الشماع، ومارون مارون، وعرض (فيديو) عن مسيرة خليفة.

وفي الختام، تسلّم خليفة درعاً تكريمية وألقى كلمة حيّا فيها العذراء مريم “لإنقاذها له من خمس محاولات اغتيال”، وشكر جعجع على “مبادرته الأخلاقية والسيادية”، مؤكداً أن العلاقة بينهما “تتجاوز الورق والحبر إلى وجدان مشترك من زمن بشير إلى زمن سمير”.