شهدت العاصمة التركية أنقرة، اليوم الأربعاء، هجوماً إرهابياً استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ) في منطقة كهرمان كازان.

ووقع الهجوم في الساعة 15:30 بالتوقيت المحلي، عند موقف الحافلات في البوابة الرئيسية للمنشأة خلال عملية تغيير الوردية، عقبه إطلاق للنار، وذلك بحسب موقع 'BBC' الناطق بالتركية.

ونشرت وسائل إعلام تركية صوراً وتسجيلات مصور لشاب وشابة مسلحين كانا يستقلان سيارة أجرة وأطلقا النار على الحرس عند البوابة ثم تمكنا من الدخول إلى المنشأة، ورجّح صحفيون أن أحد منفذي العملية فجّر نفسه بحزام ناسف.

وبحسب موقع 'T24'، فإن الاشتباكات ما تزال مستمرة، وأشارت إلى أن المهاجمين تسللوا إلى داخل المبنى، واحتجزوا رهائن في صالة فيها مقاتلات (F-16) داخل المبنى.

وأعلن وزير العدل يلماز تونش أنه 'تم فتح تحقيق قضائي من قبل النيابة العامة في أنقرة بشأن الهجوم الإرهابي الغادر، وتعيين نائب رئيس النيابة العامة و8 مدعين عامين للتحقيق في الحادثة'.

ونقل إعلام تركي عن مصادر أن 3 انفجارات وقعت في المكان، وقتل 2 من أصل 3 مهاجمين بعد اشتباك استمر لأكثر من نصف ساعة، في حين يستمر وصول القوات الخاصة إلى المكان.

قتلى وجرحى إثر الهجوم

أكّد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في بيان له عبر حسابه على منصة 'X' ، وقوع الهجوم الإرهابي على منشآت TUSAŞ، قائلاً: 'نُفذ هجوم إرهابي على منشآت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية في أنقرة'، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى في الحادث.

وأضاف: 'نسأل الله الرحمة لشهدائنا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. سيتم إبلاغ الرأي العام بالتطورات، ويرجى متابعة البيانات الصادرة عن المصادر الرسمية'.

ثلاثة قتلى و14 مصاباً بالهجوم

وفي تغريدة لاحقة، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن 'تحييد' اثنين خلال الهجوم الذي استهدف منشآت  (TUSAŞ) في منطقة كهرمان كازان بالعاصمة أنقرة.

وأكّد على إدانته الشديدة لهذا الهجوم قائلاً: 'أدين بشدة هذا الهجوم الدنيء، وسيستمر نضالنا بعزيمة وإصرار حتى تحييد آخر إرهابي'، داعياً المواطنين إلى 'الالتزام بالتصريحات الصادرة عن المصادر الرسمية' فيما يتعلق بتفاصيل الحادث.

ارتفاع عدد القتلى

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ارتفاع عدد القتلى: 'الهجوم الإرهابي أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 14 آخرين'، وأضاف: 'أدين بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان، وأدعو الله أن يرحم شهداءنا ويمنح الجرحى الشفاء العاجل'.

جاء ذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة 'بريكس' في مدينة (كازان) الروسية.

البرلمان يوقف جلسته العامة

وأصدر مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الاتصالات بياناً، دعا فيه المواطنين إلى متابعة التصريحات الرسمية حول الحادث، حيث جاء في البيان: 'يرجى متابعة البيانات الصادرة عن المصادر الرسمية فيما يتعلق بما حدث في منشآت TUSAŞ في كهرمان كازان'.

يرلي كايا: نعمل على تحديد هوية المهاجمين

وتوجه يرلي كايا إلى المنطقة بهدف متابعة التطورات، وأدلى بتصريح حول الوضع الحالي قائلاً: 'بمجرد سماع هذا الهجوم، وصلت قوات الجندرما ووحدات الشرطة بسرعة إلى هنا. تم تحييد إرهابيين، أحدهما امرأة والآخر رجل'.

وأضاف: 'للأسف، لدينا 4 شهداء و14 جريحاً. حالة 3 من الجرحى خطيرة. نسأل الله أن يتغمد شهدائنا برحمته ويسكنهم فسيح جناته. نلعن الإرهاب. عملية تحديد الهوية مستمرة. بمجرد التأكد من هوياتهم، سنعلن من أي منظمة ينتمون إليها'.

وعلى إثر الانفجار وأصوات إطلاق النار، هرعت قوات الأمن وسيارات الإطفاء والإسعاف إلى مكان الحادث، فيما وجه الموظفون إلى الملاجئ لضمان سلامتهم.

وبسبب هذا الهجوم، أوقفت الجلسة العامة للبرلمان التركي التي كانت تناقش مذكرة تمديد مهمة القوات التركية في لبنان.

ونشرت وكالة (İHA) التركية مقاطع فيديو تظهر لحظة التفجير وصول المسلحين إلى المنشأة في العاصمة أنقرة.

ما هي شركة (TUSAŞ) للصناعات الدفاعية التركية؟

تعد شركة الصناعات الجوية والفضائية (TUSAŞ) واحدة من أكبر شركات الصناعات الدفاعية في تركيا، تأسست عام 1973 تحت إشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا بهدف دعم تطوير الصناعات الدفاعية المحلية. وفي عام 2005، اندمجت مع شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAİ)، مما أدى إلى توحيد عملياتهما تحت مظلة (TUSAŞ).

أصبحت الشركة مركزاً تكنولوجياً هاماً في تركيا في مجالات تطوير وتحديث وإنتاج أنظمة الطيران والفضاء. اليوم، يمتلك صندوق تقوية القوات المسلحة التركية حوالي 55 بالمئة من أسهم الشركة، في حين تمتلك رئاسة الصناعات الدفاعية التركية حوالي 45 بالمئة.

وحققت (TUSAŞ) تقدماً كبيراً في تطوير مروحيات وطائرات بدون طيار وأخرى مأهولة، من بينها الطائرات بدون طيار 'ANKA' و'Aksungur'، مروحية الهجوم 'Atak'، مروحية الأغراض العامة 'Gökbey'، بالإضافة إلى الطائرات التدريبية 'Hürkuş'، والطائرات النفاثة 'Hürjet' والمقاتلة الوطنية 'KAAN'.