في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتزايد الضغوط الدولية، تعيش الساحة اللبنانية مرحلة دقيقة تتداخل فيها التهديدات الأمنية مع التحذيرات السياسية من انفجار محتمل على أكثر من جبهة. فقد برزت في الأيام الأخيرة مؤشرات مقلقة تؤكد جدية التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، وسط دعوات دولية متصاعدة للحكومة اللبنانية لإعادة النظر في طريقة تعاملها مع ملف السلاح غير الشرعي.

وفي المقابل، تشهد المناطق الجنوبية تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً لافتاً، وسط غارات مكثفة وتحركات ميدانية تنذر بتوسّع رقعة المواجهة. هذا الواقع المتأزم يثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كانت المنطقة تقف على أعتاب حرب جديدة، لا تقتصر على لبنان فحسب، بل قد تتخذ طابعاً إقليمياً واسعاً.

وفي السياق، أكد مصدر سياسي محلي مقرب من مرجع رئاسي كبير أنّ 'التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى لبنان جدية، بحسب ما تؤكد جهات دولية، تحث الحكومة اللبنانية على إحداث تبديل في طريقة مقاربتها لملف حصر السلاح غير الشرعي ونزعه بالكامل من الجهتين اللبنانية والفلسطينية'.

وقال المصدر لـ'الأنباء' الكويتية: 'الضغوط كبيرة، ويقابلها موقف لبناني صلب بالإصرار على الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وإطلاق الأسرى اللبنانيين الذين تحتجزهم إسرائيل. وهذا الموقف عبر عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك. إلا أن وتيرة الضغوط ترتفع، وتتقدم معها التهديدات بجولة جديدة من حرب إسرائيلية موسعة، تتزامن بحسب من ينقل التحذيرات من جهات دولية، مع ما سيحصل في غزة'.

وعلى خط مقابل، تحدثت أوساط سياسية عن نظرة مختلفة، مفادها أنّ 'أي حرب جديدة ستكون إقليمية موسعة، ولن تقتصر على استهداف إسرائيلي للبنان'.

ميدانياً

وعلى الصعيد الميداني، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة فجر اليوم، استهدفت منطقة حرش علي الطاهر الواقعة بين النبطية الفوقا وكفرتبنيت، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير وألحق أضراراً جسيمة في الممتلكات.

وقال لاحقاً المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي: “قبل وقت قصير، شن الجيش الإسرائيلي بقيادة قيادة الشمال، هجومًا باستخدام طائرات تابعة لسلاح الجو على موقع كان يُستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع لحزب الله. تم رصد نشاط إرهابي في الموقع في منطقة سلسلة جبال البوفور جنوب لبنان، وتم استهداف وسائل قتالية، مبانٍ عسكرية وبنى تحتية تحت الأرض”.

أضاف: “وجود الموقع في المنطقة ونشاط الإرهاب فيه يشكلان انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”.

وأشارت معلومات إلى أنّ الطائرات المسيّرة الإسرائيلية، تحلق على علو منخفض جداً فوق النبطية وضواحيها.

هذا، وقامت القوات الإسرائيلية بعمليات تمشيط بالرشاشات من مركز رويسات العلم باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.

وكانت قد استهدفت غارة إسرائيلية سيارة مدنية على طريق الجرمق-الخردلي جنوب لبنان، وأودت بحياة المهندسيْن أحمد سعد ومصطفى رزق (من بلدة كفر رمان).

وأفادت 'الوكالة الوطنية للإعلام' بأنّ 'المهندسيْن كانا في مهمة كشف عن الأضرار الناجمة عن الغارات السابقة لصالح شركة (معمار)'، حين حصول الاستهداف. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنّ الاستهداف 'أسفر أيضاً عن سقوط جريح'، وتلا الغارة تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق بلدات أرنون وكفر تبنيت والنبطية الفوقا وحرج علي الطاهر ومنطقة الجرمق.

وفي موازاة الغارة على سيارة 'معمار'، ألقت مسيّرة قنبلة صوتية على بلدة كفركلا، وأخرى على بلدة مركبا الحدودية، في حين رُصدت مسيّرة ثالثة وهي تلقي قنابل صوتية في محيط بلدة مارون الراس، استهدفت جرافتين في أطرافها الجنوبية ومحيط الحديقة العامة.