في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ سنوات، أعلن حاكم مصرف سورية المركزي، عبد القادر الحصرية، عن اقتراب تنفيذ أول معاملة مالية بين سوريا وأحد البنوك الأميركية خلال أسابيع، ما قد يمهّد الطريق أمام مرحلة جديدة في علاقة دمشق مع النظام المالي العالمي.

ونقلت وكالة 'رويترز' عن الحصرية قوله إن الاجتماع الافتراضي الذي عقده الأربعاء ضم عدداً من البنوك السورية ومسؤولين أميركيين، من بينهم توماس باراك، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، بهدف فتح قناة مباشرة لإعادة ربط النظام المصرفي السوري بالأسواق الدولية.

وشملت الدعوة لاجتماع الأمس مصارف أميركية بارزة مثل 'جي بي مورغان' و'مورغان ستانلي' و'سيتي بنك'، إلا أن حضور هذه المؤسسات لم يتأكد بعد.

وأشار الحصرية إلى أن سوريا تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: 'أولاً، أن تؤسس البنوك الأميركية مكاتب تمثيلية داخل البلاد، وثانياً، أن تُستأنف المعاملات المالية بين المصارف السورية والأميركية'، مؤكداً أن الهدف الثاني قابل للتحقق خلال أسابيع.

وفي نبرة تعبّر عن تطلع إلى كسر العزلة الاقتصادية، قال الحاكم: 'العلاقات المصرفية ليست مجرد تحويلات، بل هي جسر لعودة الثقة، وتفعيل التجارة، وخدمة الناس'. كما دعا المصارف الأميركية إلى تجاوز الحسابات السياسية القصيرة الأمد لصالح مصالح اقتصادية مشتركة ومستدامة.

وبحسب وكالة 'سانا'، جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة الحصرية في لقاء نظمه مجلس الأعمال السوري الأميركي، حضره ممثلون عن مصارف عالمية، والاتحاد الأوروبي، وبعثة الأمم المتحدة في سوريا، حيث عرض فيه رؤية المصرف للمرحلة المقبلة تحت شعار: 'المال ليس أرقاماً فقط.. بل جسور نحو السلام والازدهار'.