أكد وزير الصناعة جو عيسى الخوري أن قيادة حزب الله مدعوّة لمراجعة الحسابات بعد الحرب التي خاضتها في 8 تشرين الأول 2023، والتي لم تُفد غزة بل ورّطت لبنان وأبناء الجنوب بمآسٍ وسقوط ضحايا وجرحى وسبّبت دماراً طال البنى التحتية وأثر سلبًا على الاقتصاد اللبناني.

وأضاف عبر إذاعة لبنان الحر ضمن برنامج على مدى الجمهورية: كُثر نادوا تاريخيًا، وآخرهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بأهمية حياد لبنان عن صراعات المنطقة. ورغم تعاطفنا مع القضية الفلسطينية، إلا أن موقعنا لا يسمح لنا بخوض معارك بالنيابة عن الآخرين. والعبرة من هذه الحرب أننا يجب أن ننأى بأنفسنا وببلدنا عن كل ما يحصل في المنطقة، فتوريطه بمعارك ورهانات خاطئة لن يجلب لنا سوى المآسي. وبالتالي المطلوب أن يكون الحياد خيارًا وطنيًا جامعًا، لأنه يُشكّل مصلحة لبنان العليا.

وذكّر عيسى الخوري أنه بعد اسابيع قليلة من تأليف الحكومة طالب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في أحد اجتماعات مجلس الوزراء، بدعوة المجلس الأعلى للدفاع لمناقشة خطة زمنية مدتها ستة أشهر لتسليم سلاح المنظمات اللبنانية وغير اللبنانية، وكرّر المطالبة بعد نحو شهر، لكنه طلب التريّث في تحديد التوقيت المناسب، رغم اقتناعه بهذا الطرح.

أضاف: اقترحت هذه المهلة الزمنية مستنداً إلى ما حدث بعد اتّفاق الطائف ومطالبة رئيس الحكومة وقتها عمر كرامي، كبند أول في حكومته، تسليم أو بيع كل الميليشات سلاحها خلال مهلة ستة اشهر.

عن الوضع الإقليمي، لفت عيسى الخوري الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عندما أعلن الحرب على غزة، حدّد أربعة أهداف وهي: تحرير الرهائن، القضاء على حماس، منع ايران من تطوير أسلحتها النووية وتغيير وجه المنطقة بما يتناسب مع أمن إسرائيل، وبالتالي رأى ان ما نشهده اليوم هو تنفيذ لهذه الخطة، ما يتطلّب منا تحييد أنفسنا وسط هذه التغييرات الاساسية الحاصلة.

تابع: أردِّد منذ أكثر من عام أن المنطقة تتجه نحو السلام، إما بولادة طبيعية او قيصرية أي نتيجة حرب. لكن الحرب لا تدوم وتنتهي غالباً على طاولة المفاوضات والسلام. أتمنى ألّا تطول الحرب بين إسرائيل وإيران، وأن يُصار إلى وقفها في أقرب وقت، تمهيدًا لاستقرار شامل في المنطقة.

وإذ أكد أن مؤشرات السلام بدأت تظهر، قال عيسى الخوري: إذا كان النظام السوري مستعدًا فعلا للانخراط في مشروع سلام، فهذا يدلّ على انه بات على الطريق السليم، والدليل الدعم المالي الممنوح لسوريا في هذه المرحلة. وتبقى المشكلة في لبنان حيث بعض الفصائل ليست بوارد التوصّل الى مشروع سلام، بل متمسّكة بالحرب، فيما حان الوقت ليقتنع الجميع بضرورة التخلّص من الحروب ونشر ثقافة السلام. وهنا أستشهد بإنجيل متى: طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَم… لأَنَّهُمْ أَبْنَاء اللهِ يُدْعَوْنَ

أما عن تأثير الحرب على الموسم السياحي، فقال: بعض الحجوزات أُلغيت على المدى القصير، لكن في حال انتهت الحرب قبل نهاية شهر حزيران، كما نأمل، فعندها تعود الأمور إلى طبيعتها في شهري تموز وآب.

في ملف النزوح السوري، أوضح عيسى الخوري أن اللجنة الوزارية المعنية برئاسة نائب رئيس الحكومة طارق متري، قدمت خطة عملها في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وطالبناها بوضع جدول زمني للضغط والالتزام بالتنفيذ، وبوشر تطبيق المرحلة التحضيرية التي يُفترض أن تستمر نحو 3 أشهر، تمهيدًا لتنفيذ الخطوات الفعلية بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية. كما أكد أنه في حال واصل النظام السوري السير في مسار التعافي، فإن إعادة الإعمار قد تنطلق قريبًا، ما سيساهم في تشجيع عدد كبير من النازحين على العودة إلى بلدهم.

عيسى الخوري الذي تطرّق الى أولويات وزارة الصناعة، تحدّث عن ورش العمل الأساسية التي يعمل عليها، أبرزها مشروع المكننة الذي يساهم بشكل فعّال في خدمة المواطن. كذلك أشار إلى أن القطاع الصناعي هو أكبر رب عمل في لبنان، ويضمّ نحو 240 ألف موظّف وعامل، ويُساهم في 10 مليارات دولار من الناتج المحلي، ويُصدّر ما بين مليارين إلى مليارين ونصف مليار دولار سنويًا.

وشدد عيسى الخوري على أن كلفة الإنتاج المرتفعة تُعيق قدرة الصناعيين اللبنانيين على المنافسة، إذ تصل مثلا كلفة الكيلواط/ساعة إلى 27 سنتًا، وهي الأعلى بين الدول العربية والأوروبية. لذا من الضروري العمل على خفض هذه الكلفة للنجاح في المنافسة.

وإذ كشف أنه يعمل على فتح أسواق جديدة للصادرات اللبنانية وتعزيز الاسواق الخارجية، قال: رغم الظروف الصعبة، لا يزال بإمكان الصناعة اللبنانية مضاعفة إنتاجها، فبينما يعمل الصناعي في لبنان بمعدل 8 ساعات، يعمل الصناعي في دول أخرى 16 إلى 18 ساعة. هذا يعني أنه من دون الاستثمارات الجديدة يمكن للمصنعين اللبنانيين مضاعفة عملهم، ما يساهم في رفع الناتج المحلي وتقليص العجز التجاري الذي يعدّ احد الاسباب الاساسية لمعظم مآسينا في لبنان. وختم عيسى الخوري: هي ورشة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.