اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
من العاصمة بيروت إلى عروس البقاع زحلة مروراً بمدينة الشمس بعلبك، وصولاً إلى سهل القاع الصّلب ورأس بعلبك... محطات ساخنة سيمرّ عبرها قطار الجولة الثالثة وما قبل الأخيرة من السباق البلدي والاختياري. ثلاث محافظات (بيروت، البقاع، بعلبك – الهرمل)، يختلط بها حابل السياسة بنابل العائلات. معارك كسر عضم في أكثر من بلدة ومدينة. غير أنّ لبلدية بيروت، اهتماماً خاصّاً وحسابات سياسية تتخطّى حدودها الجغرافية. من صناديقها سينبت إما 'قمحة' المناصفة، وإما 'شعيرة' التقسيم وكسر التوازن الطائفي البلديّ المكرّس عرفيّاً، أقلّه منذ 30 عاماً، فهل تغفو المدينة التي لا تنام 'موحّدة' ليل الأحد، أم تستيقظ مهشّمة وفاقدة التماثل صباح الإثنين، وتؤسّس لسيناريوات جديدة؟
من الواضح، أن المعركة البلدية والاختيارية ليست مجرّد استحقاق إنمائي وإداري، إذ لا يمكن عزل تركيبة النظام السياسي العام من حسابات تكوين السلطة المحلية، لا سيّما في المجتمعات المركّبة والمتعدّدة، وهذه حال العديد من عواصم البلدان الأوروبية والغربية المتنوّعة سياسيّاً وثقافيّاً ولغويّاً وإتنيّاً. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى الأطراف أو القوى السياسية الجديدة أو القديمة، التي تدعي في خطاباتها ومواقفها وأفكارها، تخطّيها للمعيار الطائفي وانتقاد القوى الأخرى، اعتمدت في تشكيل لوائحها 'تلوينة' مسيحية - إسلامية إلى حدّ ما.
في بيروت، يبلغ عدد الناخبين لهذه الدورة (18 أيار 2025) 511 ألف ناخبٍ، يتوزّعون بين 66.5 % مسلمين (50 % سنّة، و15% شيعة)، و33.5 % مسيحيين. وفي الانتخابات الأخيرة (2016)، بلغت نسبة الاقتراع 20 %، إذ اقترع نحو 97 ألف شخص: 72 ألفاً من المسلمين و25 ألفاً من المسيحيين (وفق الدولية للمعلومات).
في انتخابات 2016، كان عدد الناخبين حوالى 475 ألفاً، اقترع منهم نحو 97 ألف مواطنٍ، بنسبة 20 %، مقارنة بـ 18.1 % في انتخابات العام 2010 وبنسبة 24 % في انتخابات العام 2004.
أما الدورة الحالية، فتتنافس ست لوائح مختلفة الأحجام والتحالفات، وهي: 'بيروت تجمعنا'، (مكتملة الأعضاء) برئاسة إبراهيم زيدان والمدعومة من العائلات البيروتية والقوى والأحزاب المسيحية الرئيسية: 'القوات اللبنانية'، 'الكتائب'، 'التيار الوطني'، 'الطاشناق' و'الهنشاك'، والإسلامية: النائب فؤاد مخزومي، 'التقدمي الإشتراكي'، 'جمعية المشاريع'، الوزير السابق محمد شقير، إضافة إلى 'الثنائي الشيعي' وتحظى اللائحة بدعم ورعاية مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، من أجل ضمان المناصفة المسيحية – الإسلامية في العاصمة، والتي لها مراعاتها ومقاييسها المختلفة عن غيرها من المدن أو المناطق المختلطة، كونها تُمثّل 'عقر دار' السلطة المركزية للدولة اللبنانية، وأي نكسة أو خلل في هذا الميزان، سيعزّز المطالبات بتقسيم بيروت إلى بلديتين 'شرقية وغربية' أو إلى دوائر عدّة، في سبيل تثبيت المناصفة نصّاً وقانوناً استناداً إلى الاقتراحات المعروضة أمام المجلس النيابي، عوض الرهان على عرفٍ سياسي يهتزّ كل ستّ سنوات.
أما اللوائح الأخرى فهي: 'بيروت مدينتي' يترأسها فادي درويش، مدعومة من بعض نواب 'التغيير'. لائحة 'بيروت بتحبك' يقودها العميد المتقاعد محمد الجمل، ومدعومة من 'الجماعة الإسلامية' وتستند بشكل أساسي على أصوات سنيّة. لائحة 'أولاد البلد' برئاسة رولا العجوز، لائحة 'مواطنون ومواطنات في بيروت'، واللائحة الأخيرة 'بيروت عاصمتنا' برئاسة عدنان الحكيم. تُراهن هذه اللوائح لا سيما غير المكتملة منها، على تحقيق خروقات محددة.