شهد الأردن أمس، حدثاً لافتاً بعد الكشف عن مخطط أمني، شمل تصنيع صواريخ وتجهيز طائرات مسيّرة، والمفاجأة كانت غير متوقعة، عبر البيان الرسمي الذي تحدث أن بعض عناصر الخلية تلقت تدريبات في لبنان.

جاء وقع هذه الرسالة، من تشويه وتشويش، صادماً، في الوقت الذي يتهيأ فيه البلد، لِخلع ثوب السلاح غير الشرعي، والعودة إلى زمن الدولة، لاسيما بإعادة رسم الدور اللبناني، لا على الخارطة وحسب، بل إنطلاقاً من وعي اللبنانيين أيضاً.

وفي ضوء هذه الضجة الأمنية، قرأ مراقب سياسي الأمر، بأنه ليس من باب الصدفة، وفي هذا التوقيت الدقيق، فهناك من يحاول تخريب صفو علاقات لبنان مع جيرانة واصدقائه، إلّا أن الرسالة الحاسمة، قد عبّر عنها رئيس الحكومة القاضي نواف سلام، خلال الإتصال بنظيره الأردني جعفر حسّان، الذي كان خاليّاً من المجاملات الدبلوماسية، مبديّا استعداد لبنان للتعاون مع السلطات الأردنية.

ولم يُختصر الأمر على سلام، كذلك بدوره، إتصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم الأربعاء، بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للاطلاع على نتائج التحقيقات عن خلية تصنيع الصواريخ التي تم الكشف عنها في الأردن وأبدى استعداده للتنسيق بين البلدين، كما أوعز لوزير العدل عادل نصّار التنسيق مع نظيره الأردني بشأن التحقيقات.

ويقول مسؤول سياسي في حديثه إلى موقع kataeb.org، أن لبنان لن يكون مصدرّاً للإرهاب، إنما القضية مثيرة للجدل والتساؤل والرصد، وعلى الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش اللبناني مسؤولية كاملة للكشف عن كل متورط في عملية تصنيع الصواريخ بأسرع وقت، كَوْن هذه القضية، لا تنحصر في البُعد المحلي اللبناني فحسب إنما تتعدّاه إقليمياً، وأحياناً دولياً.

ويتابع، أنه في الوقت الذي يتحرك فيه لبنان نحو إنهاء عهد السلاح، خصوصاً بعد إعلان الرئيس عون، والذي لم يترك الأمر للتأويل، بأن ال 2025 هو عام حصر السلاح بيد الدولة، لذا وفق المسؤول عينه، فإن المتضررين معروفون، وقد عمدوا إلى إعادة إلصاق صورة لبنان كمنصة تصدير للفوضى، يقابله الكثير من مواقف صادرة سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الاعلامي ل'حزب الله' بتصاريح من هنا وهناك، كلها تصب بالرفض التام لتسليم سلاح أو حتى التنازل عنه، حتى وصل البعض إلى القول إن الحزب استعاد عافيته على كل الصعد، وهو جاهز لأي مرحلة جديدة.

Follow us on kataeb.org X